(فاخذ امرؤ من نفسه لنفسه) اخذ فعل ماض
اقيم مقام الامر اعنى انه امر في صورة الخبر أى فليأخذ و كلمة (فا) رابطة للجواب
بالشرط و التقدير إذا كان كذلك فليأخذ، و كلمتا من و اللام الجارتين متعلقان باخذ
و اللام للتعليل و كذا الجمل الثلاث التالية.
(امرؤ خاف)
بدل لامرؤ في قوله فاخذ امرؤ و كذا قوله امرؤ ألجم نفسه.
(و الواو) في
و هو معمر للحال و منظور عطف على معمر.
و قوله (فامسكها
بلجامها) الى قوله (طاعة اللّه) مفصلة و مبينة لقوله ألجم نفسه
بلجامها و زمها بزمامها فالفاء فيها للترتيب لان تلك الفاء تكون في عطف مفصل على
مجمل كما فى مغنى اللبيب و هذا المقام كذلك كقوله تعالى فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً و نحو قوله
تعالى وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي الاية.
و الباءات
الاربع للاستعانة نحو كتبت بالقلم و نجرت بالقدوم و الاولى متعلقة بألجم و الثانية
بزمّ و الثالثة و الجارة تاليها بامسك و الرابعة و تاليها بقاد
. المعنى
فى هذه
الخطبة يحرّض 7 النّاس و يحثهم على طاعة اللّه و المتاب إليه تعالى و
نهى النفس عن الهوى و سوقها إلى الكمالات الانسانية و يحذرهم عن القنوط من رحمة
اللّه و سوء الظنّ به تعالى و اليأس من روح اللّه بأن باب التوبة مفتوح و وقت
العمل باق فقال 7:
(فاعملوا و
أنتم فى نفس البقاء) اى فاعملوا لاخرتكم و خذوا من
ممركم لمقركم و الحال أنتم فى سعة من البقاء و الحياة
فلم يتصرم وقت العمل فاغتنموا الفرص و كونوا أبناء الوقت.
قوله 7 (و الصحف منشورة) أى الصحائف التي كتب فيها أعمال الخلائق منشورة لم يطو بعد
و انما يطوى بانقضاء الاجل أى فاعملوا و أنتم احياء بعد لما علمت
ان صحيفة اعمال الانسان لا يطوى الا إذا مات فالانسان متى لم يجيء اجله فهو فى