فجعل مبدءه الهجرة من مكّة إلى المدينة
باشارة عليّ 7 إلى ذلك كما سيأتي نقل الأخبار فيه إذ بها ظهرت دولة
الاسلام فأجمعوا عليه.
ثمّ قالوا:
فأىّ الشهور نبدأ فقالوا: رمضان ثمّ قالوا: المحرم فهو منصرف الناس من حجهم و هو
شهر حرام فأجمعوا على المحرم.
و اعلم أن
أوّل تلك السنة أعنى أوّل المحرم كان يوم الخميس بحسب الامر الأوسط بالاتفاق لانّه
ممّا لا يعتريه خلاف و لو بسطنا الكلام فيه لا نجرّ إلى بحث طويل الذيل.
و أمّا بحسب
الرؤية ففي بعض الأحاديث أنه كان يوم الخميس و هذا ممكن لانه قد يتفق أول الشهر
بحسب الامر الاوسط و الرؤية معا، و في بعض الروايات أنّه كان يوم الجمعة و هذا
أيضا ممكن لانه قد يختلف بين يوم الأمر الأوسط و يوم الرّؤية فى يوم بأن يكون أوّل
الشهر الوسطى خميسا و الحقيقى المبنى على الرؤية جمعة مثلا أو يومين بأن يكون أوّل
الحقيقى سبتا.
و فى بعض
الروايات أنه كان أول المحرم من تلك السنة يوم الاثنين و هذا محال لانه لا يمكن
اختلافهما فى أكثر من يومين على ما برهن و حقق فى محلّه.
و لم يتفق لى
طول ستّ سنوات استخراجى إلى الان أن يقدم أوّل الشهر الحقيقى على الوسطى و لو بيوم
بل قد يتفقان فى أوّل الشهر أو يقدم الوسطى على الحقيقى اما يوما أو يومين
. الفرق بين
الشهر القمرى الحقيقى و الوسطى
و اعلم أن
الشهر القمرى مأخوذ من تشكلات القمر النورية بحسب أوضاعه من الشمس، و دريت أنه لما
كان أشهر الاجرام السماوية النيرين اعتبر الناس فى وضع الشهور و الأعوام دورهما.
فمستعملوا
الشهر القمرى بعضهم و هم الترك أخذوا مبدئه من اجتماع حقيقى فالشهر عندهم من
اجتماع حقيقى بين النّيرين إلى اجتماع حقيقى بعده، فان وقع الاجتماع قبل