و أمّا الصحبة
فلا تدلّ إلّا على المرافقة و الاصطحاب لا غير، و قد يكون حيث لا ايمان كما قال
تعالى قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي
خَلَقَكَ.
أقول: و قد
مضى من قبل ص 141 أن القول بجواز رجوع الضمير في عليه فَأَنْزَلَ
اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ إلى أبي بكر بعيد جدّا، بل ليس بصحيح قطعا،
لان الضمائر قبله و بعده كلّها راجعة إلى النّبيّ 6 بلا خلاف
فيه فكيف يتخلل تلك الضمائر ضمير عائد إلى غيره في البين و هل هذا الا الخروج عن
اسلوب الفصاحة و البلاغة؟
فذلك القول
تهافت بتّا و لا يجنح إليه إلا من ليس بعارف في أساليب الكلام أو يحرفه لتحصيل
المرام و إن أفضى إلى الطعن في النّبوّة و الاسلام و قد تقدم فيه الكلام، و نسأل
اللّه نور الايمان و العرفان، و من لم يجعل اللّه له نورا فماله من نور
. مبدء
تاريخ المسلمين و الفرق بين الهجرى القمرى و الهجرى الشمسى
كلمة
التاريخ- كما قال الفاضل البرجندي رضوان اللّه عليه في شرحيه على زيج الغ بيك و
على التذكرة في الهيئة لبطليموس الثّاني المحقق الطوسي قدس سره-: في اللغة تعريف
الوقت، و قيل هو قلب التأخير و قيل التاريخ مشتق من أرخ و هو في اللغة ولد البقر
الوحش و التفعيل قد يأتي للازالة و التاريخ بمعنى ازالة الجهالة في مبدء شيء و
وقت صدوره.
و نقل
المطرزى عن بعض أهل اللغة: التاريخ بمعنى الغاية يقال: فلان تاريخ قومه أى ينتهى
إليه شرفهم فمعنى قولهم فعلت في تاريخ كذا فعلت في وقت الشيء الّذي ينتهى إليه.
و قيل هو ليس
بعربي فانه مصدر المورخ و هو معرب ماه روز و ذلك أنه كتب أبو موسى الأشعرى و كان
من قبل عمر حاكما في اليمن انه تأتينا منك صكوك محلّها في شعبان و ما ندرى أىّ
الشعبانين هو الماضي أو الاتي؟ فجمع عمر النّاس