و لا يسع المقام ذكره على التفصيل و اقام
عليّ بن أبي طالب 7 بمكّة ثلاث ليال و أيّامها حتّى ادّى عن رسول
اللَّه 6 الودائع الّتي كانت عنده للناس حتّى إذا فرغ منها
لحق برسول اللَّه 6 فنزل معه 6 على
كلثوم بن هدم في قباء.
قال المسعودى
في مروج الذهب: فخرج النّبيّ 6 من مكّة و معه أبو بكر و عامر
بن فهيرة مولى أبي بكر و عبد اللَّه بن أرقط الدئلي دليل بهم على الطريق و لم يكن
مسلما و كان مقام علىّ بن أبي طالب بعده بمكة ثلاثة أيام إلى أن أدى ما أمر بأدائه
ثمّ لحق بالرسول 6 و كان دخوله 7 إلى المدينة يوم
الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل، فأقام بها عشر سنين كوامل و كان
نزوله 7 في حال موافاته المدينة بقبا على سعد بن خيثمة و كان مقامه
بقباء يوم الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و سار يوم الجمعة ارتفاع النهار
و أتته الأنصار حيّا حيّا يسأله كلّ فريق النّزول عليه و يتعلقون بزمام راحلته و
هى تجذبه فيقول 6 خلوا عنها فانها مأمورة حتّى أدركته الصلاة
في بني سالم فصلى بهم يوم الجمعة و كانت تلك أوّل جمعة صليت في الاسلام و هذا موضع
تنازع الفقهاء في العدد الّذي بهم تتم صلاة الجمعة فذهب الشافعي في آخرين معه إلى
أن الجمعة لا تجب إقامتها حتّى يكون عدد المصلين أربعين فصاعدا و أقل من ذلك لا
يجزي و خالفه غيره من الفقهاء من أهل الكوفة و غيرهم و كان في بطن الوادي المعروف
بوادي رائوناء إلى هذه الغاية.
أقول: في
كتاب إنسان العيون في سيرة الأمين و المأمون المعروف بالسيرة الحلبيّة تأليف عليّ
بن برهان الدين الحلبي الشافعي، و عند مسيره 6 إلى المدينة
أدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي بمن
معه من المسلمين و هم مأئة و صلاها بعد ذلك في المدينة و كانوا به 6 أربعين فعن ابن مسعود أنه 6 جمع بالمدينة و كانوا
أربعين رجلا أى و لم يحفظ أنه صلاها مع النقض عن هذا العدد و من حينئذ صلّى الجمعة
في ذلك المسجد سمّى هذا المسجد بمسجد الجمعة و هو على يمين السالك نحو قباء فكانت
أوّل جمعة صلاها بالمدينة «إلى أن