ثمّ إن مصعب
بن عمير رجع إلى مكّة و خرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجّاج
قومهم من أهل الشرك حتّى قدموا مكّة فواعدوا رسول اللّه 6
العقبة من أوسط أيّام التشريق حين أراد اللَّه بهم ما أراد من كرامته و النصر
لنبيه 6 و إعزاز الاسلام و أهله و إذلال الشرك و أهله.
و اجتمع في
الشعب عند العقبة ثلاثة و سبعون رجلا في اللّيلة الّتي كانوا و اعدوا رسول اللّه
6 فيها فبعد ما توثق العبّاس بن عبد المطلب و هو يومئذ على
دين قومه للنّبي 6 تكلم رسول اللّه 6
فتلا القرآن و دعا إلى اللّه و رغّب في الاسلام ثمّ قال: ابايعكم على أن تمنعوني
مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم، فأخذ البراء بن معرور بيده ثمّ قال: نعم و الّذي
بعثك بالحق نبيا لنمنعنّك ممّا نمنع منه ازرنا فبايعنا يا رسول اللّه فنحن و اللّه
أبناء الحروب و أهل الحلقة و رثناها كابرا عن كابر.
فاعترض القول
و البراء يكلم رسول اللّه 6، أبو الهيثم بن التّيهان فقال:
يا رسول
اللّه إن بيننا و بين الرّجال حبالا و انّا قاطعوها- يعنى اليهود- فهل عسيت ان نحن
فعلنا ذلك ثمّ أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك و تدعنا؟ فتبسّم رسول اللّه 6 ثم قال: بل الدم الدم و الهدم الهدم أنا منكم و أنتم منى احارب
من حاربتم و اسالم من سالمتم.
فبايعهم رسول
اللّه 6 في العقبة الأخيرة على حرب الأحمر و الأسود أخذ لنفسه
و اشترط على القوم لربّه و جعل لهم على الوفاء بذلك الجنّة.
«بيان» قال
رسول اللّه 6: بعثت إلى الأسود و الأحمر و هي من الألفاظ التي
جاءت عن رسول اللّه 6 من باب الكنايات يريد بعثت إلى العرب و
العجم فكنى عن العرب بالسود و عن العجم بالحمر، و العرب تسمى العجمى أحمر لأن
الشقرة تغلب عليه و قال جرير حيث يذكر العجم: