من تأمل هذه الأخبار علم ان عليّا 7 كان الأصل و الجملة و التفصيل في أمر رسول اللّه 6 و
جهازه ألا ترى ان اوس بن خولى لا يخاطب أحدا من الجماعة غيره في حضور الغسل أو
النزول في القبر. ثمّ انظر إلى كرم عليّ 7 و سجاحة اخلاقه و طهارة
شيمته كيف لم يضن بمثل هذه المقامات الشريفة عن اوس و هو رجل غريب من الانصار فعرف
له حقه و اطلبه بما طلبه فكم بين هذه السجيّة الشريفة و بين قول من قال «يعني بها
عائشة كما مضى الخبر في ذلك» لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول اللّه
6 الانساؤه و لو كان في ذلك المقام غيره من اولى الطباع
الخشنة و ارباب الفظاظة و الغلظة و قد سأل اوس لزجر و انتهر و رجع خائبا انتهى.
الكلام فى
تجهيزه 6 فى انه أى يوم كان و الحق في ذلك
مضى الكلام
في يوم وفاته 6 انه عند الاكثر الاشهر بل مما اتفقوا عليه كان
يوم الاثنين.
ثمّ قال أبو
جعفر الطبرى فى تاريخه: فلما بويع أبو بكر اقبل النّاس على جهاز رسول اللّه 6 و بويع أبو بكر يوم الاثنين في اليوم الذي قبض فيه النّبيّ 6 و قال بعضهم كان ذلك من فعلهم يوم الثلثاء و ذلك الغد من وفاته
6.
أقول: و ذلك
البعض هو الواقدي حيث قال: و دفن 6 من الغد نصف النهار حين
زاغت الشمس و ذلك يوم الثلثاء.
و قال بعضهم
انما دفن بعد وفاته بثلاثة أيام ثمّ دفن رسول اللّه 6 من وسط
الليل ليلة الأربعاء، و روى في دفنه 6 ليلة الأربعاء عدّة
روايات من عائشة و غيرها، و قال بعضهم دفن يوم الأربعاء.
و روى الطبرى
عن زياد بن كليب عن إبراهيم النخعي انه لما قبض النّبي 6 كان
أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث إلى رسول اللّه 6 و لم يجترء أحد
ان يكشف عن