responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 12

الأصنام شفعاء عند اللّه فى الاخرة و حجوا لها و نحروا لها الهدى و قربوا لها القربان و هم الذين قال اللّه تعالى عنهم: وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ‌ إلى غير ذلك من المذاهب المشتّتة و الطرق المتبددة و الاهواء السخيفة و الاراء الرديّة فكانوا بمعزل عن الحقّ و الصراط المستقيم و النهج القويم بحيث تشمئز النفوس السليمة عن استماعها و كيف لا و بنو الحنظلة و هم طائفة من العرب كانوا يصنعون بالرطب أصناما و يعبدونها أيّاما و لما انصرم أوان الرطب أخذوا في أكلها حتّى لا يبقى من آلهتهم شي‌ء. فبعث اللّه رسوله الخاتم فهداهم به من الضّلالة و انقذهم بمكانه من الجهالة فدعاهم الرّسول 6 إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هى أحسن و أنار نفوسهم بنور العلم و المعرفة و اثار ما فطروا به فطرة اللّه الّتي فطر الناس عليها و أوقد مصباح عقولهم باذن اللّه تعالى و أمره و وحيه و انزاله الرّوح المقدس عليه فهداهم للتى هي أقوم حتّى انتبهوا و تيقّظوا من رقد الغفلة و الجهالة و صدّقوا كلمته و أجابوا دعوته بان اللّه هو الحق و ان ما يدعون من دونه هو الباطل فرزقوا السّعادة في الدّارين و بلغوا إلى ما بلغوا فلمّ اللّه به الصّدع و رتق به الفتق و أجمعهم على كلمة واحدة هي كلمة الاخلاص أعني الكلمة الطيبة لا إله إلّا اللّه و هي كلمة التّوحيد الجامعة لجميع الكمالات و الفضائل و الخيرات الدنيويّة و الاخرويّة قد أفلح القائل بها.

و ممّا يليق ان نذكر في المقام أنموذجا من تنبّههم كما في السيرة الهشاميّة و الحلبية ان الأنصار لما قدموا المدينة أظهروا الاسلام و تجاهروا به و كان عمرو بن الجموح من سادات بني سلمة «بكسر اللام» و اشرافهم و لم يكن اسلم و كان ممّن اسلم ولده معاذ بن عمرو و كان لعمرو بن الجموح في داره صنم من خشب يقال له المناة لان الدماء كانت تمنى أي تصبّ عنده تقربا إليه و كان يعظّمه فكان فتيان قومه ممّن أسلم كمعاذ بن جبل و ولده عمرو بن معاذ و معاذ بن عمرو يدلجون بالليل على ذلك الصّنم فيخرجونه من داره و يطرحونه في بعض الحفر الّتي فيها خرء النّاس منكسا فإذا أصبح عمرو قال و يحكم من عدا على الهنا هذه اللّيلة ثمّ يعود يلتمسه حتّى‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست