عجبت من فعلك و لا يحتاج ههنا إلى عائد
يعود إلى ما لانه حرف. ذكره الطبرسي في المجمع في قوله تعالى «فاصدع بما تؤمر».
و الباء في
به و اخويه للسّبب.
قوله 7 بعد العداوة متعلّق بكلّ واحد من الأفعال الثّلاثة أعنى لمّ و رتق و ألف.
و الواغرة
صفة للعداوة. و في الصّدور متعلّقة بالواغرة. و كذا الضغائن موصوفة بالقادحة و في
القلوب متعلّق بالقادحة.
المعنى
أشار 7 في هذه الخطبة إلى شرذمة من أوصاف رسول اللّه 6: أنّه
أظهر و صرّح بما امر به جهارا غير خائف من أحد و شق بما جاء به الرّسالة عصا الكفر
و كلمة أهله و حجب الغفلة التي رانت على قلوبهم. و أنّه بلغ رسالة ربه و فيه مدح
عظيم لأنّه أداء أمانة عظم قدرها و تبليغها. و انّه لمّ اللّه به
الصدع و رتق به الفتق أي رفع به تشتت الأهواء و اختلاف الكلمة بين العرب. و
بأنّه ألّف بين ذوي الأرحام إلخ أي رفع اللّه به الاحقاد و
الضغائن و العداوات الّتي بها يقتل الرّجل ابنه و أباه و ذوي رحمه.
قال الشيخ
الطّائفة (ره) في التهذيب: و صدع 6 بالرّسالة في يوم السّابع و العشرين من رجب و له أربعون سنة.
لا ريب انّه
6 بعث و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة و أهواء منتشرة و طرائق
متشتّتة بين مشبه اللّه بخلقه أو ملحد في اسمه كما أشار إليه عليّ 7 في
بعض خطبه الماضية لا سيما العرب كانوا أصنافا شتى فمنهم من أنكر الخالق و البعث و
الاعادة و قالوا ما قال اللّه في القرآن الكريم عنهم «ما هي إلا حياتنا الدّنيا
نموت و نحيى و ما يهلكنا إلّا الدّهر» و منهم من اعترف بالخالق سبحانه و أنكر
البعث و هم الذين اخبر سبحانه عنهم بقوله: «قال من يحيى العظام و هى رميم» و منهم
من اقر بالخالق و نوع من الاعادة و أنكر الرّسل و عبد الأصنام، و طائفة منهم زعموا
ان