قال العلامة المجلسى فى البحار: لعل قول
سنة عشر مبنى على اعتبار سنة الهجرة من أوّل ربيع الاول حيث وقعت الهجرة فيه و
الذين قالوا سنة احدى عشرة بنوه على المحرم و هو اشهر.
أقول: و بذلك
يرتفع الاختلاف كما هو واضح و يأتي فى المباحث الاتية التحقيق فى مبدء تاريخ
الهجرة.
و خلاصة
القول فيه ان ما بنى عليه المسلمون هو من أوّل المحرّم و قول الاخر أعنى أوّل ربيع
الأوّل شاذّ لم يعمل به و إن ذهب إليه شرذمة من النّاس و منهم محمّد بن إسحاق
المطلبي كما في السّيرة النبويّة لابن هشام التي أصلها لابن إسحاق و انتخبها ابن
هشام قال: قدم رسول اللّه 6 المدينة يوم الاثنين حين اشتدّ
الضحى و كادت الشمس تعتدل لثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل و هو التّاريخ.
و لكن هذا
القول غير مقبول عند الجمهور و المبدأ المعمول به عند المسلمين هو المحرّم.
قال أبو جعفر
الطبري في تاريخه: قام رجل إلى عمر بن الخطاب فقال:
أرّخوا فقال
عمر: ما أرّخوا قال شيء تفعله الاعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا فقال عمر:
حسن فأرّخوا فقال من ايّ السنين نبدأ قالوا من مبعثه 6 و
قالوا من وفاته 6 ثمّ أجمعوا على الهجرة ثمّ قالوا فأيّ
الشهور نبدأ فقالوا رمضان ثمّ قالوا المحرّم فهو منصرف النّاس من حجهم و هو شهر
حرام فأجمعوا على المحرم.
ثمّ أقول: و
لا غرابة أن يقال انّه اشتبه الامر على القائل بوفاته 6 في
شهر ربيع الاوّل و كذا على راوى هذا الخبر لانّ ولادته 6 كان
في ذلك الشهر فاخذ الوفاة مكان الولادة
. «الكلام
فى أن عمر أنكر موت رسول اللّه 6 و لم يكن عارفا بالقرآن»
قال أبو جعفر
الطبرى في تاريخه عن أبي هريرة: لما توفّى رسول اللّه 6