في البحار ناقلا عن المناقب لابن شهر
آشوب و الطبرسى في المجمع في ضمن قوله تعالى
وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ الاية (281 البقرة): عن ابن
عبّاس و السّدي لما نزل قوله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ
إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ قال رسول اللّه 6
ليتني أعلم متى يكون ذلك فنزل سورة النصر فكان يسكت بين التكبير و القراءة بعد نزل
هذه السورة فيقول: سبحان اللّه و بحمده استغفر اللّه و أتوب إليه فقيل له انك لم
تكن تقوله قبل هذا فقال أمّا نفسي نعيت إلىّ ثمّ بكا بكاء شديدا فقيل: يا رسول
اللّه أو تبكى من الموت و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ قال: فأين
هو المطلع و أين ضيقة القبر و ظلمة اللّحد و أين القيامة و الأهوال، فعاش بعد نزول
هذه السّورة عاما انتهى.
«آخر آية
نزلت على رسول اللّه 6»
أقول: آخر
آية نزلت من السّماء على خاتم النبيين 6 بلا خلاف عند قاطبة
المسلمين قوله تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ، و لا خلاف
أيضا فى أن جبريل 7 قال له 6 ضعها في رأس الثمانين
و المأتين من البقرة كما في المجمع و البيضاوي و الكشاف و غيرها عن ابن عبّاس و
السّدي.
و انما
الخلاف في أنّه 6 كم عاش من الأيام بعد نزولها، و الاكثر على
انه 6 عاش بعدها أحدا و عشرين يوما و قال: ابن جريح: تسع
ليال، و قال سعيد بن جبير و مقاتل: سبع ليال، و فى الكشاف و البيضاوي و قيل أحدا و
ثمانين يوما، و في الكشاف و قيل ثلاث ساعات.
أقول: قول
جبرئيل 7 له 6 ضع هذه الاية في رأس الثمانين و
المأتين من البقرة يدل على أن تركيب السور و ترتيب الايات القرآنية كما هو الان
بين أيدينا كان بأمر اللّه تعالى و بأمر رسوله 6 و ما نقص منه
شيء و لا زيد فيه شيء، و من تفحص في كتب الأخبار للمسلمين يجد أن السور كانت عند
ارتحال رسول اللّه 6 مرتّبة منظّمة باذن اللّه تعالى