و الأرحام المطهرة، لم تدنس نسبه
الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسه من مدلهمات ثيابها و قد عرفت تفصيله أيضا في شرح
الخطبة الثالثة و التسعين، هذا.
و لما فرغ
7 من وصف النبيّ 6 رغّب المخاطبين في
دخولهم في زمرة أهل الخير و الحق و الطاعة بقوله:
(ألا و انّ
اللّه قد جعل للخير أهلا) و هم الأبرار المتّقون و أهل الزّهد و الصلاح
من المؤمنين قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا
وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أى تحروا ما
هو خير و أصلح فيما تأتون و تذرون كنوا فل الطاعات و صلة الأرحام و مكارم الأخلاق.
و قال الصادق
7 جعل الخير كلّه في بيت و مفتاحه الزّهد في الدّنيا، و خير الخير هو
رضوان اللّه تعالى، و شرّ الشرّ سخطه و النار.
و الخيرات
الاخروية إنما تكسب بالخيرات الدّنيوية و لذلك أمر اللّه سبحانه بها في الاية
السابقة بقوله «و افعلوا الخير» و في قوله «فاستبقوا الخيرات» أى الأعمال الصالحة
و الطاعات المفروضة و المندوبة و رئيس أهل الخير هم الأئمة عليهم الصلاة و السلام
كما أشير اليه في زيارتهم الجامعة بقوله: إن ذكر الخير كنتم أوّله و أصله و فرعه و
معدنه و مأواه و منتهاه.
(و للحقّ
دعائم) الظاهر أنّ المراد بالحقّ ضدّ الباطل و بدعائمه الأئمّة
: لأنهم أئمة الحقّ بهم قوامه و دوامه و ثباته و غيرهم أئمة الباطل
كما اشير إلى ذلك في قوله تعالى وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و قوله أَ فَمَنْ يَهْدِي
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي و قد قال رسول اللّه
6 في الحديث المتفق عليه بين الفريقين: الحقّ مع عليّ
و هو مع الحقّ أينما دار و من طرق الخاصة مستفيضا بل متواترا كما قيل عن النبيّ
6 و الأئمة : عنه 6 أنه قال: الحقّ مع الأئمة الاثنى عشر، و في زيارتهم الجامعة: الحقّ معكم و
فيكم و منكم و اليكم و أنتم أهله و معدنه.
و فى رواية
الكافى عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر 7 يقول: ليس عند