و هذا الحديث مثل سابقيه كاف في الدّلالة
على سوء حال الحسن البصري و كونه من حزب الشيطان، و مع ذلك عدّه العطار في
التّذكرة في الدّرجة الثالثة و نقلوا عنه كرامات عديدة التاسع في الاحتجاج لقى
عبّاد البصري عليّ بن الحسين 8 في طريق مكّة فقال له: يا عليّ بن الحسين
تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت على الحجّ و لينه و انّ اللّه يقول إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ
أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ- إلى قوله- وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
فقال علىّ بن الحسين 8: إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد
معهم أفضل من الحجّ العاشر في الاحتجاج عن ثابت البنانى قال: كنت و جماعة عباد
البصرة مثل أيّوب السّجستانى و صالح المروى و عتبة الغلام و حبيب الفارسي و مالك
بن دينار فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماء ضيّقا و قد اشتدّ بالنّاس العطش لقلّه
الغيث، ففزع إلينا أهل مكة و الحجّاج يسألوننا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة و
طفنا بها ثمّ سألنا اللّه خاضعين متضرّعين بها فمنعنا الاجابة، فبينا نحن كذلك إذا
نحن بفتي قد أقبل قد أكربته أحزانه و أقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطا ثمّ أقبل
علينا فقال: يا مالك بن دينار و يا ثابت البناني و يا أيّوب السّجستاني و يا صالح
المروى و يا عتبة الغلام و يا حبيب الفارسي و يا سعد و يا عمر و يا صالح الأعمى و
يا رابعة و يا سعدانة و يا جعفر بن سلمان، فقلنا: لبّيك و سعديك يا فتي، فقال: أما
فيكم أحد يحبّه الرّحمن؟ فقلنا: يا فتي علينا الدّعاء و عليه الاجابة، فقال:
ابعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبّه الرّحمن لأجابه، ثمّ أتي الكعبة فخرّ
ساجدا فسمعته يقول في سجوده: سيّدي بحبّك لي إلّا سقيتهم الغيث، قال: فما استتمّ
الكلام حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت: يا فتي من أين علمت أنّه يحبّك؟ فقال
7:
لو لم يحبّني
لم يستزرني فلمّا استزارني علمت أنّه يحبّني، فسألته بحبّه لي فأجابني ثمّ ولّى
عنّا و أنشأ يقول: