من أهل نجد و اجتماعه معهم في الرّأى على
المكر برسول اللّه 6 و ظهوره يوم بدر للمشركين في صورة
سراقة بن جعثم «جعشم» المدلجى و قوله «لا غالب لكم اليوم من النّاس و إنّى جار
لكم» قال اللّه عزّ و جلّ «فلمّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه و قال إنّى برىء
منكم إنى أرى ما لا ترون إنّى أخاف اللّه و اللّه شديد العقاب» و أما ساير الأحاديث
فلا استبعاد بشىء منها حتى يزعم وضعها، و قد أتى آصف ابن برخيا الذى عنده علم من
الكتاب بعرش بلقيس بطىّ الأرض من مكان بعيد فى طرفة عين فكيف يستبعد في حقّ أمير
المؤمنين 7 الذى عنده علم الكتاب كلّه حسبما عرفت فى غير موضع من
تضاعيف الشرح حضوره 7 بطىّ الأرض عند جنازة سلمان مع اختصاصه الخاصّ به
7 و فوزه درجة السلمان منّا أهل البيت.
و قد قال
7 و هو أصدق القائلين فى حال حياته ما رواه عنه المخالف و المؤالف:
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن أو منافق قبلا
و بالجملة
فالأخبار المذكورة ليس على وضعها دليل من جهة العقل، و لا من جهة النقل فدعواه
مكابرة محضة، فباللّه التوفيق و عليه التكلان[1].
المجلد
السابع من منهاج البراعة فى شرح نهج البلاغة
الثالث
في جملة من
الأخبار الموضوعة فأقول:
أما
الأخبار الخاصية
فقد دسّ فيها
بعض الأخبار الموضوعة وضعها الغلاة و المغيريّة و الخطابيّة و الصّوفية و أمثالهم
من أهل الفساد في العمل و الاعتقاد، و من ذلك اهتمّ علماؤنا الأخيار غاية الاهتمام
بحفظ الأخبار و ضبطها و نقدها و تميز غثّها من سمينها و صحيحها
[1]- هنا آخر المجلّد السادس على ما فى الطبعة الأولى.