أمير المؤمنين 7 و براهينه
لما لا خفاء عليها و على أهل الاعتبار به مما لا حاجة إلى شرح وجوهه فى هذا
المكان.
ثمّ قال قدّس
اللّه روحه بعد جملة من الكلام:
و لا زال أجد
الجاهل من الناصبة و المعاند يظهر التعجّب من الخبر بملاقات أمير المؤمنين 7 الجنّ و كفّه شرّهم عن النبيّ 6 و أصحابه و
يتضاحك لذلك و ينسب الرّواية له إلى الخرافات الباطلة، و يضع مثل ذلك فى الأخبار
الواردة بسوى ذلك من معجزاته 7 و يقول: إنه من موضوعات الشيعة و تخرّص
من افتراه منهم للتكسب بذلك أو التعصّب.
و هذا بعينه
مقال الزّنادقة كافّة و أعداء الاسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجنّ و إسلامهم
فى قوله تعالى إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ و فيما ثبت
به الخبر عن ابن مسعود في قصّة ليلة الجنّ و مشاهدته لهم كالزّط، و في غير ذلك من
معجزات الرّسول 6، و أنّهم يظهرون التعجّب من جميع ذلك
و يتضاحكون عند سماع الخبر به و الاحتجاج بصحّته و يستهزؤن و يلغطون[1] فيما يسرفون به من سبّ الاسلام و
أهله و استحماق معتقديه و الناصرين له و نسبتهم إيّاهم إلى العجز و الجهل، و وضع
الأباطيل.
فلينظر القوم
ما جنوه على الاسلام بعداوتهم لأمير المؤمنين 7 و اعتمادهم في دفع
فضايله و مناقبه و آياته على ما ضاهوا به أصناف الزّنادقة و الكفّار ممّا يخرج عن
طريق الحجاج إلى أبواب الشغب و المسافهات، انتهى كلامه رفع مقامه.
و بذلك كلّه
ظهر أيضا فساد زعم وضع حديث بيعة الشيّطان لأبي بكر و ظهوره بصورة شيخ و صعوده
المنبر و سبقته إلى البيعة حسبما عرفت روايته تفصيلا في المقدّمة الثانية من
مقدّمات الخطبة الثّالثة المعروفة بالشّقشقيّة.
إذ الظاهر
أنّ زعم وضعه أيضا مبنيّ على استبعاد ظهوره بصورة إنسان، و يدفع ذلك ما اجتمع عليه
أهل القبلة من ظهوره لأهل دار النّدوة بصورة شيخ