المؤمن و غيره ينظر إلى كلّ شيء يصنع به
فاذا كفن و وضع على السرير و حمل على أعناق الرّجال عادت الرّوح و دخلت فيه فيمدّ
له في بصره فينظر إلى موضعه من الجنة أو من النار فينادي بأعلى صوته إن كان من أهل
الجنّة: عجّلوني عجّلوني، و إن كان من أهل النّار ردّوني ردّوني و هو يعلم كلّ
شيء يصنع به و يسمع الكلام، انتهى.
و ردّ الرّوح
إلى الجسد المحمول على الجنازة نظير ردّ الرّوح إليه في القبر لسؤال منكر و نكير و
لا ينبغي أن يتعجّب من خفاء ذلك عن الأحياء كالمشيّعين.
كما روى في
الكافي في حديث عن علىّ بن الحسين 8 بعد أن نقل تكلّم الميّت لحملته
قال ضمرة و هو أحد الحاضرين: يا أبا الحسن إن كان هذا يعنى الميّت يتكلّم بهذا
الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه قال: فقال علىّ بن الحسين 8: اللّهمّ إن كان ضمرة هزء من حديث رسولك 6
فخذه أخذة اسف، قال: فمكث أربعين يوما ثمّ مات فحضره مولى له فلما دفن أتى علىّ بن
الحسين 8 فجلس إليه فقال له: من أين جئت يا فلان؟ قال: جئت من عند
قبر ضمرة فوضعت وجهى عليه حين سوى عليه فسمعت صوته و اللّه أعرفه كما كنت أعرفه و
هو حىّ يقول: ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كلّ خليل و صار مصيرك إلى الجحيم
فيها مسكنك و مبيتك و المقيل قال: فقال علىّ بن الحسين 8: اسأل اللّه
العافية هذا جزاء من يهزء من حديث رسول اللّه 6، و مثل
ذلك كثير فى الروايات فما وجه كلام أمير المؤمنين 7؟
و الجواب أنّ
كلامه 7 لأهل الدّنيا المغترّين بها، و غرضه 7 قطع طمعهم عن الدّنيا و بيان انقطاع لذاتها و انصرام شهواتها و مفارقة
الخلّان فيها، و لا ريب أنّ الموت يهدم اللذات و يفرّق بين الجماعات و لا يحسّ
الأموات بسمعهم الدنيوى و أبصارهم الجسمانية شيئا من هذا العالم المادّى، بل
الميّت جماد مثل سنّك إذا قلعت و شعر رأسك إذا حلق، و أظافيرك إذا قصت و بهذا
الاعتبار قال أمير المؤمنين 7: