قد ظهر لك
بما حققناه و اتّضح لك كلّ الوضوح أن هذا الكلام الذي نحن في شرحه إن كان نظره
7 فيه إلى عمر فليس هو ثنإله كما توهّمه الشارح المعتزلي و غيره، و إن
كان إشارة إلى أبي بكر كما زعمه الشارح البحراني فلا يكون ثناء له أيضا.
و أقول
تأكيدا لهذا المعنى: كيف يمكن أن يمدحهما أمير المؤمنين مع ما صدر عنهما من
الالحاد و الارتداد و الشّقاق و النّفاق و المحادّة للّه عزّ و جلّ و لرسوله 6 و لأوليائه : و اتيانه من الكبائر و الجرائر
العظيمة الّتي لا يحصيها الألسنة و الأفواه و لا يحيط بها الدّفاتر و الأقلام و قد
أفصح عنها أئمّتنا الأطهار في أخبارهم و صرّح بها علماؤنا الأبرار في زبرهم و
آثارهم.
و أوّل من
أبدى سوآتهما بعد اللّه و بعد رسوله هو أمير المؤمنين 7 فاحتذى حذوه
ذرّيته البررة و شيعته الطيّبة و سلكوا مسلكه و كلماته المتضمّنة للعنهما و الطّعن
و القدح و الازراء عليهما و التّظلم و الشكوى منهما في النّهج و غيره كثيرة جدّا.
و أكثرها
احتواء لذلك دعاؤه المعروف بدعاء صنمى قريش الّذى كان يواظب 7 عليه في
قنوته و ساير أوقاته، و قد رواه غير واحد من أصحابنا قدّس اللّه أرواحهم في
مؤلّفاتهم، و أحببت نقله هنا لكونه أنقض لظهر النّاصبين و أرغم أنف المعاندين و
أبطل لزعم من توهّم ثناء أمير المؤمنين لهذين الذين لا حريجة لهما في الدّين.
فأقول و
باللّه التوفيق:
في كتاب
البلد الأمين و جنّة الأمان الواقية المشتهر بالمصباح للشّيخ العالم الفاضل الكامل
إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمّد الكفعمى رضى اللّه عنه إنّ هذا الدّعاء رفيع
الشّأن عظيم المنزلة، و رواه عبد اللّه بن عبّاس عن عليّ 7 أنّه كان
يقنت به و قال: إنّ الدّاعي به كالرّامي مع النّبيّ 6
في بدر و احد و حنين بألف ألف سهم و هو: