responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 326

أحوالها (أحوال مختلفة) إن جانب منها اعذوذب و احلولى أمرّ منها جانب فأوبى، لم تطل على أحد فيها ديمة رخاء إلّا هتنت عليه مزنة بلاء، و لم يمس امرء منها في جناح أمن إلّا أصبح على قوادم خوف.

(و تارات متصرّفة) يعني أنّ حالاتها تتغيّر بأهلها تارة بعد اخرى، و مرّة بعد مرّة، فانّها تنقل أقواما من الجدب إلى الخصب و من الرّجلة إلى الرّكب، و من البؤس إلى النّعمة، و من الشدّة إلى الرّخاء، و من الشّقاء إلى الرّاحة، ثمّ تنقلب بهم فتسلبهم الخصب و تنزع منهم النّعمة و الرّاحة.

و محصّله أنّها دار تصرّف و انتقال و تقلّب من حال إلى حال صحّتها تتبدّل بالسّقم، و شبابها بالهرم، و غناها بالفقر، و فرحها بالتّرح، و سرورها بالحزن، و عزّها بالذّل، و أمنها بالخوف.

بينا ترى المرء فيها مغتبطا محبورا و ملكا مسرورا في خفض و دعة و نعمة و لذّة و أمن وسعة، في بهجة من شبابه و حداثة من سنّه، و بهاء من سلطانه، و صحّة من بدنه إذا انقلبت به الدّنيا أسرّ ما كان فيها قلبا، و أطيب ما كان فيها نفسا، و أقرّ ما كان فيها عينا، و ألذّ ما كان فيها عيشا، فأخرجته من ملكها و غبطتها و خفضها و دعتها و بهجتها، فأبدلته بالعزّ ذلّا، و بالسّرور حزنا، و بالنّعمة نقمة، و بالغنى فقرا، و بالسّعة ضيقا، و بالشّباب هرما، و بالشّرف ضعة و بالحياة موتا.

ففارق الأحبّة و فارقوه، و خذله إخوانه و تركوه، و صار ما جمع فيها مفرّقا و ما عمل فيها متبّرا، و ما شيّد فيها خرابا و صار اسمه مجهولا، و ذكره منسيّا، و حسبه خاملا، و جسده باليا، و شرفه وضيعا، و نعمته وبالا، و كسبه خسارا، و ورث أعداؤه سلطانه، و استذلّوا عقبه، و استباحوا حريمه، و تملّكوا أمواله، و نقضوا عهده و ملكوا جنوده، فافّ و تفّ لدار حالها هذا، و شأن ساكنها ذلك، وفّقنا اللّه تعالى للزّهد فيها و الاعراض عنها.

و بما ذكرنا ظهر أنّ‌ (العيش فيها مذموم) و أراد بالعيش التّرفّه فيها و التنعّم بلذّاتها و الالتذاذ بشهواتها و إنّما كان مذموما لكونه شاغلا عن التّوجّه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست