أئمّة الضلالة، و الثاني إلى المنافقين
المفترين، و يحتمل العكس أيضا.
و أشار إلى
علّة تقرّبهم إلى الولاة بمفترياتهم بقوله (و انما الناس) جميعا (مع
الملوك و الدّنيا) لكون هواهم فيها فهم عبيد لها و لمن فى يديه شيء منها حيثما زالت
زالوا إليها و حيثما أقبلت أقبلوا عليها (إلّا من عصم) ه (اللّه) تعالى منها
و من أهلها، و هم الدين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم (ف) هذا (هو أحد
الأربعة) (و) الثاني منهم (رجل سمع من رسول اللّه 6 شيئا لم يحفظه على وجهه) الذى صدر من لسانه الشريف (فوهم
فيه) أى غلط و سهى (و لم يتعمّد كذبا) كتعمّد الرّجل
السابق الذّكر (فهو فى يديه) ينقله (و يرويه) لغيره (و يعمل
به) فى نفسه (يقول أنا سمعته من رسول اللّه) يسنده إليه 6 بزعم أنه عين ما قاله 6 (فلو علم
المسلمون أنه و هم فيه لم يقبلوه منه و لو علم هو أنه كذلك لرفضه) أى نبذه و
تركه و لم يروه أقول: و من ذلك اشترط علماء الدّراية الضبط في الرّاوى يرى ضبطه
لما يرويه بمعنى كونه حافظا له متيقظا غير مغفل إن حدّث من حفظه ضابطا لكتابه
حافظا من الغلط و التصحيف و التحريف ان حدّث منه عارفا بما يختلّ به المعني ان روى
به أى بالمعنى على القول بجوازه حسبما تعرفه إنشاء اللّه تفصيلا.
(و رجل
ثالث سمع من رسول اللّه 6 شيئا يأمر به ثمّ نهى عنه و
هو لا يعلم) بنهيه (أو سمعه ينهى عن شيء ثمّ أمر به و هو لا يعلم) بأمره (فحفظ
المنسوخ و لم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه
أنه منسوخ لرفضوه) و لكنه لجهله و غفلته عن الناسخ روى المنسوخ لغيره
فقبلوه منه بحسن وثوقهم به روى فى الكافى بسند موثّق عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد
اللّه 7 قال: قلت له: ما بال أقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول اللّه
6 لا يتّهمون بالكدب، فيجيء منكم خلافه؟ قال 7: إنّ الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن.
و فيه بسنده
عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه 7 في حديث قال: قلت