قابله بالغضب في قوله 7 (و تجرّني إلى نار سجّرها) أى أوقدها (جبارها لغضبه أتئنّ من الأذى)
أذى نار الدّنيا (و لا أئنّ من لظى)
نزّاعة للشّوى أى إذا كنت تئنّ من
أذى نار الدّنيا و ألمها على ضعفها و
حقارتها فكيف لا أئنّ من
نار الاخرة الّتي وقودها النّاس و الحجارة على شدّتها و قوّتها.
و محصّل غرضه
من ذكر قصّة عقيل التّنبيه على غاية مراعاته للعدل و تجنّبه عن الظلم و محافظته
على بيت مال المسلمين، فانّ من منع أخاه على شدّة فاقته و فاقة عياله مع قرابتهم
القريبة و الرّحم الماسّة و كونهم من جملة ذوى الحقوق في بيت المال من أن يعطيه
منه شيئا يسيرا من الطعام و هو الصاع من البرّ لمحض الاحتياط في الدّين و ملاحظة
حقوق المسلمين، و خوفا من شبهة الظلم، فأبعد من أن يحوم حوم الظلم ثمّ أبعد.
قال الشارح
المعتزلي: سأل معاوية عقيلا عن قصّة الحديدة المحماة المذكورة قال: أصابتنى مخمصة
شديدة فسألته 7 فلم تند صفاته، فجمعت صبياني فجئت بهم إليه و البؤس و
الضرّ ظاهران عليهم، فقال 7: ائتنى عشيّة لأدفع إليك شيئا فجئته يقودني
أحد ولدى، فأمره بالتّنحّى ثمّ قال 7: ألافدونك، فأهويت حريصا قد غلبني
الجشع، أظنّها صرّة فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا، فلمّا قبضتها نبذتها و خرت
كما يخور الثّور تحت يد جازره فقال: ثكلتك أمّك هذا من حديدة أوقدت لها نار
الدّنيا، فكيف بك و بى غدا إن سلكنا في سلاسل جهنّم ثمّ قرء:
إِذِ
الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ثمّ قال 7: ليس عندى فوق حقّك الّذى فرضه اللّه لك إلّا ما ترى فانصرف إلى أهلك،
فجعل معاوية يتعجّب و يقول:
هيهات هيهات
النّساء أن يلدن بمثله.
و في البحار
من مناقب ابن شهر آشوب من جمل أنساب الأشراف قال:
و قدم عليه
7 عقيل فقال للحسن: اكس عمّك، فكساه قميصا من قمصه و رداءة من أرديته،
فلمّا حضر العشاء فاذا هو خبز و ملح فقال عقيل: ليس إلّا ما أرى فقال 7: أو ليس هذا من نعمة اللّه و له الحمد كثيرا، فقال: اعطنى ما اقضي به
ديني