(و حفظا و وهما) أى
حديثا محفوظا من الزّيادة و النّقصان مصونا عن الخلل و الغلط حفظه راويه على ما
سمعه، و حديثا غير محفوظ من ذلك لسهو الرّاوى أو غلطه و عدم حفظه له على وجهه.
(و لقد
كذب) اى افترى (على رسول اللّه 6 على
عهده) أى فى زمانه.
قال الشّارح
البحرانى: و ذلك نحو ما روى أنّ رجلا سرق رداء رسول اللّه 6 و خرج إلى قوم و قال: هذا رداء محمّد 6 أعطانيه لتمكّنونى من تلك المرأة، و استنكروا ذلك، فبعثوا
من سأل الرّسول 6 عن ذلك، فقام الرّجل الكاذب فشرب ماء
فلدغته حيّة فمات، و كان النّبى 6 حين سمع بتلك الحال
قال لعليّ 7: خذ السّيف و انطلق فان وجدته و قد كفيت فأحرقه بالنّار،
فجاء 7 و أمر باحراقه.
(حتّى) لمّا سمع
6 ذلك الخبر و غيره ممّا كذبوا عليه (قام
خطيبا فقال) أيّها النّاس قد كثرت علىّ الكذّابة ف (من كذب علىّ
متعمّدا فليتبوّء مقعده من النّار) أى لينزل منزله من النّار، و هو إنشاء
فى معنى الخبر كقوله تعالى: «قل من كان فى الضّلالة فليمدد له الرّحمن مدّا».
و هذا الحديث
النبوى 6 ممّا رواه الكلّ و ادّعى تواتره و استدلّ به
على وجود الأخبار الكاذبة ردّا على من أنكر وجودها أو استبعدها، و قد حكى أنّ علم
الهدى تناظر مع علماء العامّة و بيّن لهم أنّ الأخبار التي رووها فى فضايل مشايخهم
كلّها موضوعة، فقالوا: من يقدر أن يكذب على رسول اللّه 6، فقال لهم: قد ورد فى الرّواية عنه 6 أنّه قال فى
حياته: ستكثر علىّ الكذابة بعد موتى فمن كذب علىّ متعمّدا فليتبوّء مقعده من
النّار، فهذا الحديث إمّا صدق أو كذب و على التقديرين يحصل المطلوب.
ثمّ شرع 7 فى بيان وجه اختلاف الأخبار فقال (و انما أتاك بالحديث أربعة رجال لا
خامس لهم) قال الشارح البحرانى: و وجه الحصر فى الأقسام الأربعة أنّ الناقل
للحديث عنه 6 المتسمّين بالاسلام إمّا منافق أولا، و
الثاني إمّا أن