responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 280

وجه الصّدق و الصواب و نصحها عن وجه الشفقّة و الصداقة بقوله‌ (و لئن تعرّفتها) أى طلبت معرفة حالها في الصدق و الكذب و استخبرت نصحها و غشّها (في الدّيار الخاوية) اى الساقطة او الخالية من اسكانها (و الرّبوع الخالية) أى المنازل‌ الخالية من أهلها (لتجدّنها من حسن تذكيرك و بلاغ موعظتك) أى موعظتها الكافية (بمحلّة الشفيق عليك) العطوف الرءوف بك حيث لم تألوك نصحا و لم تكذب في تذكيرها و لم تغشّ في نصحها (و) بمنزلة (الشحيح بك) أى البخيل بأن تصيبك ما يسوؤك و يكون مال أمرك مال أمر الغافلين الهالكين من عذاب النّار و سخط الجبّار.

(و لنعم دار من لم يرض بها دارا) بل جعلها ممرّا لمقرّه‌ (و محلّ من لم يوطنها محلا) بل جعلها مجازا إلى مأواه.

و هؤلاء هم السّعداء المتقون المنتفعون بما فيها من العبر المشار إليهم بقوله كنايه‌ (و إنّ السّعداء بالدّنيا غدا هم الهاربون منها اليوم) قال الشّارح البحراني: وجه سعادتهم بها استثمارهم للكمالات المعدّة في الاخرة منها و لن يحصل ذلك إلّا بالهرب منها اليوم و كنّى بالهرب منها عن الاعراض الحقيقى عن لذّاتها و التّباعد من اقتنائها لذاتها لاستلزام الهرب عن الشي‌ء التباعد عنه و الزّهد فيه، و ظاهر أنّ التباعد منها بالقلوب إلّا ما دعت الضرورة إليه و اتّخاذها مع ذلك سببا إلى الاخرة من أسباب السّعادة و مستلزماتها.

كما أشار إليه سيّد المرسلين 7 من حاله فيها بقوله: ما أنا و الدّنيا إنّما مثل فيها كمثل راكب سار في يوم صايف فرفعت له شجرة فنزل فقعد فى ظلّها ساعة ثمّ راح فتركها، هذا.

و لمّا نبّه 7 على أنّ أهل السعادة غدا هم الهاربون منها اليوم فسّر مراده بالغد بقوله اقتباس‌ (إذ رجفت الرّاجفة) أى تحرّكت بترديد و اضطراب و الرّجفة الزّلزلة العظيمة الشديدة و هو اقتباس من الاية الشريفة يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قال بعض المفسّرين: معناها يوم تضطرب الأرض اضطرابا شديدا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست