responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 262

و قد نقل عن بعض العرفاء و كان محاسبا لنفسه أنّه حسب يوما فاذا هو ابن ستّين سنة، فحسب أيّامها فاذا هى أحد و عشرون ألف يوم و خمسمائة يوم، فصرخ و قال: يا ويلتى أ ألقى الملك بأحد و عشرين ألف ذنب فكيف و في كلّ يوم عشرة آلاف ذنب، ثمّ خرّ مغشيّا عليه فاذا هو ميّت.

فهكذا ينبغي أن يحاسب نفسه على الانفاس و على معصيته بالقلب و الجوارح في كلّ ساعة، و لو رمى العبد بكلّ معصية حجرا في داره لكان فى مدّة قليلة تلا صغيرا و لكنّه يتساهل فى حفظ المعاصى و الملكان يحفظان عليه ذلك أحصاه اللّه و نسوه و أمّا أولياء اللّه الكاملون فى مقام العبوديّة و الطاعة فلهم المداقّة فى محاسبة أنفسهم و معاتبتها (على كلّ صغيرة و كبيرة امروا بها فقصّروا عنها أو نهوا عنها ففرّطوا فيها) لعدم إخراجهم أنفسهم من حدّ التقصير فانّه عزّ و جلّ لا يمكن أن ينال مدى عبادته، و كيف يمكن البلوغ إلى مدى عبادة من لا مدى له، و من ذلك أنّ المعصومين : كانوا يعدّون أنفسهم في عداد المذنبين المقصّرين لكون حسنات الأبرار سيئات المقرّبين حسبما عرفت تفصيلا في شرح الخطبة الاولى عند تحقيق عصمة الأنبياء عليهم السّلام.

(و حمّلوا ثقل أوزارهم) و آثامهم‌ (ظهورهم فضعفوا عن الاستقلال بها) أى عن حمل الاوزار (فنشجوا نشيجا) أى بكوا بكاء متوجّع مجاز (و تجاوبوا نحيبا) أى جاوب بعضهم بعضا بالنّحيب و البكاء الشّديد، و لفظ التّجاوب مجاز فانّهم لمّا كانوا في مقام محاسبة النّفس رافعين أصواتهم بالبكاء صاروا بمنزلة المتجاوبين كأن كلّا منهم يجاوب الاخر ببكائه و نحيبه.

(يعجّون إلى ربّهم من مقاوم ندم و اعتراف) أى يرفعون أصواتهم إليه عزّ و جلّ بالتّضرّع و الابتهال فى مقامات التوبة و الابتهال و الاعتراف بالتّفريط و التّقصير.

و قوله‌ (لرأيت) جواب لو مثّلتهم حسبما اشرنا إليه أى لو تصوّرت حالاتهم في مقاماتهم المحمودة و مجالسهم المشهودة و شاهدت من شئونهم كيت و كيت لرأيت‌ (أعلام هدى) يهتدى باثارهم في ظلم الضّلالة (و مصابيح دجى) يقتبس من أنوارهم‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست