المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ
لرفضوه. و آخر رابع لم يكذب على اللّه و لا على رسوله، مبغض للكذب خوفا من اللّه و
تعظيما لرسول اللّه 6، و لم يهم بل حفظ ما سمع على
وجهه، فجاء به على سمعه لم يزد فيه و لم ينقص منه، فحفظ النّاسخ فعمل به، و حفظ
المنسوخ فجنّب عنه، و عرف الخاصّ و العامّ، فوضع كلّ شيء موضعه و عرف المتشابه و
محكمه. و قد كان يكون من رسول اللّه 6 الكلام له
وجهان: فكلام خاصّ، و كلام عامّ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه به، و لا ما عنى
به رسول اللّه 6، فيحمله السّامع و يوجّهه على غير معرفة
بمعناه و ما قصد به و ما خرج من أجله، و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه 6 من كان يسئله و يستفهمه، حتّى أن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابيّ
أو الطّارئ فيسئله 7 حتّى يسمعوا، و كان لا يمرّ بي عن ذلك شيء إلّا
سئلت عنه و حفظته، فهذا وجوه ما عليه النّاس في اختلافهم و عللهم في رواياتهم.
اللغة
(الوهم) من
خطرات القلب أو مرجوح طرفي المتردّد فيه، و الجمع أوهام و وهم في الحساب كوجل غلط،
و وهمت في الشيء من باب وعد أى ذهب و همى إليه و وقع في خلدى و روي و هما بالفتح
و السكون كليهما و (بوّأه) منزلا و في