و من كلام له 7 و هو
المأتان و العشرون من المختار فى باب الخطب
قاله 7 عند تلاوة رجال لا تلهيهم تجارة:
إنّ اللّه
سبحانه جعل الذّكر جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، و تبصر به بعد العشوة، و
تنقاد به بعد المعاندة، و ما برح للّه عزّت آلائه في البرهة بعد البرهة، و في
أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم، و كلّمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظة
في الأسماع، و الأبصار، و الأفئدة، يذكّرون بأيّام اللّه، و يخوّفون مقامه، بمنزلة
الأدلّة في الفلوات، من أخذ القصد حمدوا إليه طريقه، و بشّروه بالنّجاة، و من أخذ
يمينا و شمالا ذمّوا إليه الطّريق، و حذّروه من الهلكة، فكانوا كذلك مصابيح تلك
الظّلمات، و أدلّة تلك الشّبهات. و إنّ للذّكر لأهلا أخذوه من الدّنيا بدلا، فلم
تشغلهم تجارة و لا بيع عنه، يقطعون به أيّام الحياة، و يهتفون بالزّواجر عن محارم
اللّه في أسماع الغافلين، و يأمرون بالقسط، و يأتمرون به، و ينهون