responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 239

حين خلقه اللّه عزّ و جلّ و ابتدعه، قال اللّه تبارك و تعالى:

انّي خلقت و ركّبت جسده من أربعة أشياء، ثمّ جعلتها وراثة في ولده تنمي في أجسادهم و ينمون عليها إلى يوم القيامة، و ركّبت جسده حين خلقته من رطب و يابس و سخن و بارد، و ذلك أنّي خلقته من تراب و ماء ثمّ جعلت فيه نفساً و روحاً فيبوسة كلّ جسد من قبل التّراب، و رطوبته من قبل الماء، و حرارته من قبل النفس، و برودته من قبل الرّوح.

ثمّ خلقت فى الجسد بعد هذا الخلق الأوّل أربعة أنواع، و هنّ ملاك الجسد و قوامه بادنا لا يقوم الجسد إلّا بهنّ و لا تقوم منهنّ واحدة إلّا بالاخرى: منها المرّة السوداء، و المرّة الصّفراء، و الدّم، و البلغم ثمّ اسكن بعض هذا الخلق فى بعض، فجعل مسكن اليبوسة فى المرّة السّوداء، و مسكن الرّطوبة فى المرّة الصفراء، و مسكن الحرارة فى الدّم، و مسكن البرودة فى البلغم.

فأيّما جسد اعتدلت فيه هذه الأنواع الأربع الّتى جعلتها ملاكه و قوامه و كانت كلّ واحدة منهنّ أربعا لا تزيد و لا تنقص كملت صحّته و اعتدل بنيانه، فان زاد منهنّ واحدة عليهنّ فقهرتهنّ و مالت بهنّ دخل على البدن السّقم من ناحيتها بقدر ما زادت و إذا كانت ناقصة تقلّ عنهنّ حتّى تضعف من طاقتهنّ و تعجز عن مقارنتهنّ «مقاومتهنّ» قال وهب: فالطبيب العالم بالدّاء و الدّواء يعلم من حيث يأتي السقم من قبل زيادة تكون فى احدى هذه الفطرة الأربع أو نقصان منها، و يعلم الدّواء الّذى به يعالجهنّ فيزيد فى النّاقصة منهنّ أو ينقص من الزّايدة حتّى يستقيم الجسد على فطرته و يعتدل الشي‌ء بأقرانه.

إذا عرفت ذلك فنقول: إذا أراد اللّه أن يشفى المريض و يحصل له البرء من مرضه أصاب المعالج و اهتدى إلى معرفة ما به من الدّاء و نفع الدّواء بالخاصيّة الّتى فيه و إذا قضى أجله أخطأ المعالج أو سقط الدّواء من التأثير أو أمدّ ضدّ خاصيّته المكمونة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست