responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 216

(لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة) أى بأبصار مريضة و لذلك خفيت عليهم معايبهم‌ (و ضربوا منهم في غمرة جهالة) أى خاضوا من ذكر هؤلاء الموتى في بحر الجهل و الغفلة و لذلك افتخروا بمصارعهم.

(و لو استنطقوا عنهم عرصات تلك الدّيار) أى ديارهم‌ (الخاوية) منهم‌ (و الرّبوع) أى منازلهم‌ (الخالية) عنهم‌ (لقالت) بلسان حالها (ذهبوا في الأرض ضلّالا) هالكين‌ (و ذهبتم في أعقابهم جهّالا) غافلين‌ (تطئون في هامهم) أى تمشون في رؤوسهم، و تخصيصها بالذّكر لأنّها أشرف الأعضاء و الوطئ عليها أبلغ في إظهار استهانتهم المنافية للمفاخرة بهم المسوق له الكلام، و قد أخذ أبو العلاء المعرّي هذا المعنى في نظمه قال:

خفّف الوطئ ما أظنّ اديم‌

الأرض إلّا من هذه الأجساد

ربّ لحد قد صار لحدا مرارا

ضاحك من تزاحم الأضداد

و دفين على بقايا دفين‌

من عهوده الاباء و الأجداد

صاح هذا قبورنا تملاء الأرض‌

فأين القبور من عهد عاد

سران استطعت في الهواء رويدا

لا اختيالا على رقاب العباد

(و تستنبتون في أجسادهم) أى تنبتون فيها النباتات و تزرعون الزّراعات لأنّ أديم الأرض الظاهر إذا كان من أبدان الأموات يكون الزّرع لا محالة في التّراب المستحيل من أجزاء الحيوانات، و على رواية تستثبتون بالثّاء فالمراد أنّكم تنصبون في أجسادهم الأشياء المثبتة من الأوتاد و الدّعائم و الأساطين و غيرها.

(و ترتعون فيما لفظوا) أى تأكلون ممّا تركوا كنايه‌ (و تسكنون فيما خرّبوا) أى تسكنون في بيوت ارتحلوا عنها و فارقوها، فانّ البيوت إنّما تكون عامرة بأهلها، فالتخريب كناية عن الارتحال أو المراد أنّهم لم يعمروها بالعبادة و الطاعات و قد فسّرت العمارة في قوله تعالى‌ إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ‌ بذلك قالوا: عمارتها شغلها بالعبادة و تجنّب أعمال الدّنيا و اللّهو و إكثار زيارتها.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست