و منه أى
بعض هذا الكلام، و في نسخة الشارح المعتزلي و البحراني العنوان: و من كلام له 7، و
الظاهر أنه اشتباه من الناسخ لأنه مع ما قبله كلاهما من فقرات الكلام الذى تقدّم
روايته و ليس كلّ منهما كلاما مستقلّا أو ملتقطا من كلامين متغايرين.
و كيف كان
فهو (في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه 7) من طلحة و
الزبير و عايشة و جنودهم.
(فقدموا
على عمالي) و هو عثمان بن حنيف الأنصارى و من تبعه كان عاملا له 7
على البصرة (و خزان بيت مال المسلمين الّذى في يدي) و كانوا أربعمائة
رجل (و على أهل مصر) يريد به البصرة (كلّهم في طاعتي و
على بيعتي فشتّتوا كلمتهم) أى ألقوا الاختلاف بينهم (و أفسدوا
علىّ جماعتهم).
و ذلك لأنّ
عايشة بعد دخول البصرة و التقاء الفئتين أقبلت على جملها و نادت بصوت مرتفع: أيها
الناس أقلّوا الكلام و اسكتوا، فاسكت الناس لها فقالت في جملة كلام تحرّضهم فيه
على القتال و الاجلاب على قتلة عثمان:
ألا إنّ
عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته فاذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ثمّ اجعلوا الأمر شورى
بين الرّهط الّذين اختارهم عمر بن الخطّاب و لا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان.
قال الرّاوى
فماج النّاس و اختلطوا فمن قائل يقول: القول ما قالت، و من قائل يقول: و ما هى و
هذا الأمر انما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها، و ارتفعت الأصوات و كثر اللّغط حتّى
تضاربوا بالنّعال و تراموا بالحصى، ثمّ إنّ النّاس تمايزوا فصاروا فريقين فريق مع
عثمان بن حنيف و فريق مع عايشة و أصحابها.
و الى هذا
أشار 7 بقوله: فشتّتوا كلمتهم و أفسدوا جماعتهم (و وثبوا
على شيعتي فقتلوا طائفة منهم غدرا) و هم السّيابحة حرّاس بيت المال (و طائفة
منهم عضّوا على أسيافهم) و هم حكيم بن جبلة العبدى و أتباعه.