الصّالحات لم تعمل، و لو أنّ الأمر الّذى
نخاف عليك منه يبلغ تحريكه جهدنا، و تقوى لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك منه
بأنفسنا و بمن نفديه بالنّفوس من أبنائنا لقدمنا أنفسنا و أبناءنا قبلك، و
لأخطرناها و قل خطرها دونك، و لقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك، و مدافعة من
ناواك، و لكنّه سلطان لا يحاول و عزّ لا يزاول، و ربّ لا يغالب، فان يمنن علينا
بعافيتك، و يترحّم علينا ببقائك و يتحنّن علينا بتفريج هذا من حالك إلى سلامة منك
لنا و بقاء منك بين أظهرنا نحدث اللّه عزّ و جلّ بذلك شكرا نعظمه، و ذكرا نديمه، و
نقسّم انصاف أموالنا صدقات، و أنصاف رقيقنا عتقاء، و نحدث له تواضعا في أنفسنا، و
نخشع في جميع امورنا، و إن يمض بك إلى الجنان و يجرى عليك حتم سبيله، فغير متّهم
فيك قضاؤه، و لا مدفوع عنك بلاؤه، و لا مختلفة مع ذلك قلوبنا بان اختياره لك ما
عنده على ما كنت فيه، و لكنّا نبكى من غير اثم لعزّ هذا السلطان أن يعود ذليلا، و
للدّين و الدّنيا أكيلا، فلا نرى لك خلقا نشكو إليه، و لا نظيرا نأمله و لا
نقيمه».
بيان
لما يحتاج
إلى البيان من موارد الاختلاف الّتي لم يتقدّم شرحها عند شرح المتن:
قوله 7 «و الحق أجمل الأشياء في التّراصف» أصل التّراصف تنضيد الحجارة بعضها
ببعض، و المراد أنّ الحقّ أحسن الأشياء في إنفاق الامور و أحكامها.
قوله «و
أوسعها في التّناصف» أى إذا أنصف الناس بعضهم لبعض فالحقّ يسعه و يحتمله و لا يقع
الناس في العمل بالحقّ ضيق.
قوله «و جعل
كفارتهم عليه حسن الثّواب» قال في البحار: لعلّ المراد بالكفارة الجزاء العظيم
لستره عملهم حيث لم يكن له في جنبه قدر، فكأنّه قد محاه و ستره، و في أكثر النسخ
بحسن الثواب فيحتمل أيضا أن يكون المراد بها ما يقع منهم لتدارك سيئاتهم كالتوبة و
ساير الكفارات، أى أوجب قبول كفارتهم و توبتهم على نفسه مع حسن الثواب بأن يثيبهم
على ذلك أيضا قوله «قواما يسرّ الحقّ فيهم» أى بها يقوم جريان الحقّ فيهم و بينهم.