responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 161

من قلبه أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه، و إنّ أحقّ من كان كذلك لمن عظمت نعم اللّه عليه و لطف إحسانه إليه فانّه لم تعظم نعم اللّه تعالى على أحد إلّا ازداد حق اللّه عليه عظما.

و إنّ من أسخف حالات الولاة عند صالح النّاس أن يظنّ بهم حبّ الفخر و يوضع أمرهم على الكبر، و قد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أنّى أحبّ الاطراء، و استماع الثناء، و لست بحمد اللّه كذلك، و لو كنت احبّ أن يقال ذلك لتركته انحطاطا للّه سبحانه عن تناول ما هو أحقّ به من العظمة و الكبرياء، و ربّما استحلى الناس الثناء بعد البلاء، فلا تثنوا علىّ بجميل ثناء لاخراجى نفسى إلى اللّه و إليكم من البقيّة في حقوق لم افرغ من أدائها و فرائض لا بدّ من إمضائها.

فلا تكلّمونى بما تكلّم به الجبابرة و لا تتحفظوا منّى بما يتحفّظ به عند أهل البادرة و لا تخالطونى بالمصانعة، و لا تظنوا بى استثقالا في حقّ قيل لى و لا التماس إعظام لنفسى لما لا يصلح لى فانّه من استثقل الحقّ أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ أو مشورة بعدل فانّى لست في نفسي بفوق أن اخطى و لا آمن ذلك من فعلى إلّا أن يكفى اللّه من نفسى ما هو أملك به منى، فانّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا و أخرجنا ممّا كنا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى و أعطانا البصيرة بعد العمى.

«فأجابه الرّجل الّذى أجابه من قبل فقال: أنت أهل ما قلت و اللّه فوق ما قلته فبلاؤه عندنا ما لا يكفر، و قد حملك اللّه تعالى رعايتنا و ولاك سياسة أمورنا فأصبحت علمنا الّذى نهتدى به، و إما منا الذى نقتدى به، و أمرك كلّه رشد، و قولك كلّه أدب، قد قرّت لك في الحياة أعيننا، و امتلأت بك من سرور قلوبنا، و تحيّرت من صفة ما فيك من بارع الفضل عقولنا، و لسنا نقول لك أيّها الامام الصّالح تزكية لك، و لا نجاوز القصد في الثناء عليك، و لم «لن» يكن في أنفسنا طعن على يقينك أو غشّ في دينك فنتخوّف أن يكون أحدثت بنعم اللّه تبارك و تعالى تجبّرا، أو دخلك‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست