responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 154

لأنّ هذه الصفة التي يحبّ المدح بها إما أن يكون متّصفا بها واقعا أم لا فان كان متّصفا بها فهى إما من الكمالات النفسانية كالقدرة و الشجاعة و العدالة، أو ليست من الكمالات النفسانية بل من الأعراض الدّنيوية كالثروة و الجلال و الشوكة و نحوها.

أما الأعراض الدنيويّة فالفرح بها كالفرح بما أنبتت الأرض من النبات الذى يصير عن قريب هشيما تذروه الرياح، و هذا من قلّة عقل العاقل فلا ينبغي أن يفرح بما هو فى معرض الزوال و الفناء، و ان فرح فلا ينبغي أن يفرح بمدح المادح بل بوجوده و المدح ليس سبب وجوده.

و أما الكمالات النفسانية فينبغى أن يكون فرحه فيها بفضل اللّه تعالى أيضا لا بمدح المادح، فانّ اللذة في استشعار الكمال و الكمال موجود بفضل اللّه لا بمدح المادح و المدح تابع له و ان لم يكن متّصفا بها واقعا فحبّ المدح بها غاية الجنون، و مثله كمثل من يهزء به إنسان و يقول له: سبحان اللّه ما اكثر العطر الذى فى أحشائك و ما أطيب الرّوائح التي تفوح منك إذا قضيت حاجتك، و هو يعلم ما تشتمل عليه أمعاؤه من الأقذار و الأنتان و مع ذلك فيفرح بمدحه فاذا المادح إن كان صادقا فليكن فرحه بصفته الّتي هي من فضل اللّه و إن كان كاذبا فينبغي أن يغمّه مدحه حيث إنه يستهزء به و يستسخر منه فكيف يفرح به.

و أمّا الحشمة الّتي اضطرت المادح إلى المدح فمرجعها أيضا إلى قدرة عارضة لا ثبات لها، فعلم بذلك أنّ حبّ الفخر من أسخف حالات الولاة.

(و) من أسخف حالاتهم أيضا أن‌ (يوضع أمرهم على الكبر) أى يتّهموا بالكبر لاستعظامهم لنفسهم و استحقارهم لغيرهم و ترفعهم عليه و انفهم من عباداتهم و هو ايضا من ضعف العقل لأنّ الكبر و العزّ و العظمة و الجلال لا يليق إلّا بالقادر القاهر مالك الملك و الملكوت فأين يليق به العبد الضعيف المسكين المستكين الذى لا يملك لنفسه موتا و لا حياتا و لا نشورا.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 14  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست