المسلمين كاتّساعها في هذا الوقت، و نحن
قوم إذا وسّع اللّه علينا وسّعنا على أنفسنا و إذا ضيّق اللّه علينا ضيّقنا على
أنفسنا و إنّ اللّه تعالى إنّما خلق الدّنيا و ما فيها من الملاذ للمؤمن لا للكافر
لأنّه لا قدر له عنده و لو كان علىّ 7 في هذا العصر لما وسعه إلّا أن
يسلك مثل ما سلك أهله لئلّا يقال له: إنّه مراء و لئلّا يشتهر بثيابه و مأكله، مع
أنّ أمير المؤمنين 7 كان واليا و ينبغي لوالي المسلمين أن يكون في
المعاش كواحد من فقراء المسلمين، و قد قيل له: يا أمير المؤمنين إنك تبيت جائعا و
لك الملك؟ فقال 7: أخاف أن أشبع و واحد في اليمامة يبيت جائعا و حتّى
يسهل الفقر على أهله إذا نظروا إلى الوالي مع ما هو عليه، و أمّا أنا فلست بوالى و
الملك قد غصب منّا، فلو كنت واليا لاقتديت به.
ثمّ قال 7 لسفيان الثورى: ادن منّي، فدني منه، فمدّ يده إلى تحت ثياب سفيان فأخرج
ثوبا حريرا كان سفيان لابسه تحت ثياب الصّوف لرفاهيّة بدنه و الثياب الصّوف فوقه
لخدع النّاس، ثمّ أخذ يد سفيان فقال انظر يا سفيان ما تحت ثيابي هذه الرّقاق، فنظر
فاذا هو 7 لابس ثوبا خشنا، فقال يا سفيان: هذا تواضعا للّه تعالى و هذه
الثياب الرّقاق إظهار النّعمة للّه تعالى.
الثامن عشر
في البحار عن كتاب المسائل لعليّ بن جعفر عن أخيه موسى ابن جعفر 8
قال: سألت أخي موسى 7 عن الرّجل المسلم هل يصلح أن يسبح في الأرض أو
يترهّب في بيت لا يخرج منه؟ قال عليه الصّلاة و السلام: لا.
التاسع عشر
في البحار من الدّرة الباهرة قال له «أى للرّضا» 7: إنّ المأمون قد ردّ
هذا الأمر اليك و أنت أحقّ النّاس به إلّا أنّه تحتاج أن يتقدّم منك تقدّمك إلى
لبس الصّوف و ما يحسن لبسه، فقال 7: و يحكم إنّما يراد من الامام قسطه
و عدله إذا قال صدق، و إذا حكم عدل، و إذا وعد أنجز، قل من حرّم زينة اللّه الّتي
أخرج لعباده و الطيّبات من الرّزق، إنّ يوسف 7 لبس الدّيباج المنسوج
بالذّهب و جلس على متّكات آل فرعون.
و قد مرّ هذا
الحديث برواية الشارح المعتزلي في شرح المتن بأبسط من