الحالين جميعا، لا تتّبع له عورة، و لا
تبحث له عن سوءة لتعرفها، فان عرفتها منه عن غير إرادة منك و لا تكلّف كنت لما
علمت حصنا حصينا، و سترا ستيرا لو بحثت الأسنّة عنه ضميرا لم تتصل إليه لا نطوائه
عليه، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلّمه عند شديدة، و لا تحسده عند نعمة،
تقيل عثرته و تغفر زلّته و لا تدّخر حلمك عنه إذا جهل عليك، و لا تخرج أن تكون
سلما له، تردّ عنه الشتيمة، و تبطل فيه كيد حامل النصيحة، و تعاشره معاشرة كريمة،
و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.
32- و أمّا
حقّ الصاحب فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا و إلّا فلا أقلّ من الانصاف و أن
تكرمه كما يكرمك و تحفظه كما يحفظك، و لا يسبقك فيما بينك و بينه إلى مكرمة فان
سبقك كافأته و لا تقصد به عمّا يستحقّ من المودّة تلزم نفسك نصيحته و حياطته و
معاضدته على طاعة ربّه و معاونته على نفسه فيما يهمّ به من معصية ربّه ثمّ تكون
رحمة و لا تكون عليه عذابا، و لا قوّة إلّا باللّه.
33- و أمّا
حقّ الشريك فإن غاب كفيته و إن حضر ساويته و لا تعزم على حكمك دون حكمه و لا تعمل
برأيك دون مناظرته و تحفظ عليه ماله و تنفى عنه خيانته فيما عزّ أوهان، فانه بلغنا
أنّ يد اللّه على الشريكين ما لم يتخاونا، و لا قوّة إلّا باللّه.
34- و أمّا
حقّ المال فأن لا تأخذه إلّا من حلّه و لا تنفقه إلّا في حلّه و لا تحرّفه عن
مواضعه و لا تصرفه عن حقايقه و لا تجعله إذا كان من اللّه إلّا إليه و سببا إلى
اللّه و لا تؤثر به على نفسك من لعلّه لا يحمدك و بالحرىّ أن لا يحسن خلافتك في
تركتك و لا يعمل فيه بطاعة ربك فتكون معينا له على ذلك و بما أحدث فيما لك احسن
نظرا لنفسك فيعمل بطاعة ربّه فيذهب بالغنيمة و تبوء بالاثم و الحسرة و الندامة مع
التبعة و لا قوّة إلّا باللّه.
35- و أمّا
حقّ الغريم الطالب لك فإن كنت موسرا أوفيته و كفيته و أغنيته و لم تردده و تمطله
فإنّ رسول اللّه 6 قال: مطل الغنىّ ظلم، و إن كنت
معسرا أرضيته بحسن القول و طلبت إليه طلبا جميلا و رددته عن نفسك ردّا لطيفا و لم
تجمع عليه ذهاب ماله و سوء معاملته فانّ ذلك لؤم، و لا قوّة إلّا باللّه.