و أكمل و لم يبق مجال للكلام (فلم احتج إليكما) و لا إلى غيركما (فيما قد فرغ اللّه من قسمه و أمضى فيه حكمه) نسبة الفراغ أولا إلى الرّسول اللّه 6 و
ثانيا إلى اللّه تنبيها على اتّحاد حكمهما لعدم كونه ناطقا عن الهوى إن هو إلّا
وحي يوحى و المراد أنه لا حاجة لي إلى الغير في مال قد فرغ اللّه من تقسيمه و حكم
فيه بالحكم النافذ الالزامي بأن يقسم بالسوية لا بالتفاوت.
(فليس لكما
و اللّه عندى و لا لغيركما في هذا) القسم بالسوية (عتبى) أى ليس لكما
و لا لغيركما علىّ أن ارضيكم و ازيل شكواكم عني.
ثمّ دعا
لنفسه و لهما بقوله (أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ) أى صرفها
إليه (و ألهمنا و اياكم الصبر) أى ألهمني الصبر على مشاق
الخلافة و مقاساة المكاره و المساوى من الرعية و ألهمكم الصبر على ما
تكرهه نفوسكم الامارة من القسم بالسوية و نحوه ممّا مر.
(ثمّ قال
7 رحم اللّه رجلا رأى حقا) و عدلا (فأعان عليه) و على العمل
به (أو رأى جورا) و ظلما (فردّه) و دفعه (و كان
عونا بالحقّ على صاحبه) أى على صاحب الجور.
و المراد به
الجذب إلى طاعته و إعانته و الصرف عن مخالفته و اعانة ظالميه، لأنه عليه الصلاة و
السلام مع الحقّ و الحقّ معه 7 و الصّلاة يدور معه حيثما دار هو عليه
التحية و الثناء، فالمعين له عليه الصلاة و السلام معين للحقّ، و المعاند له 7 معاند للحقّ و معين للجور و الباطل.
تكملة و
تبصرة
روى في
البحار من الامالي أمالى الشيخ عن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت عن أحمد بن عقدة
قال: حدّثنا الحسن بن صالح من كتابه في ربيع الأول سنة ثمان و سبعين و أحمد بن
يحيى عن محمّد بن عمرو عن عبد الكريم عن القاسم بن أحمد عن أبي الصّلت الهروي و
قال ابن عقدة و حدثناه القاسم بن الحسن الحسينى عن أبى الصلت عن عليّ بن عبد اللّه
بن النّعجة عن أبى سهيل بن مالك عن مالك بن اوس بن