استفهام
انكارى ثمّ استخبر عمّا نقماه و استفهم عن وجوه النّقم المتصوّرة في المقام
استفهاما انكاريا إبطاليّا تنبيها به على بطلان تلك الوجوه جميعا و على كذب
مدّعيها فقال:
(ألا
تخبراني أىّ شيء لكما فيه حقّ) ماليّ أو غير ماليّ (دفعتكما عنه) و ظلمتكما
فيه.
و بطلان هذا
الوجه مع كونه معصوما واضح، و يزيده وضوحا قوله الاتي في الكلام المأتين و
العشرين: و كيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها و يطول في الثرى
حلولها، و قوله فيه أيضا. و اللّه لو اعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت
أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، و من هذا
حاله كيف يتصوّر في حقّه الظلم؟!.
(و أىّ قسم
استأثرت عليكما به) أى أىّ سهم و نصيب أخذت من بيت المال و تفرّدت به و لم
اشارككم.
و بطلانه
أيضا واضح ممّا مر و يزيده توضيحا ما مرّ في الكلام المأة و السادس و العشرين من
قوله: لو كان المال لى لسوّيت بينهم فكيف و المال مال اللّه، و ما يأتي
في باب المختار من كتبه في كتابه إلى عثمان بن حنيف الأنصارى من قوله: و إنّ
إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه و من طعمه بقرصيه، و من هذا شأنه كيف
يحيف الغير و يذهب بحقّه و غيره؟! و بما ذكرته علم الفرق بين هذا الوجه و الوجه
الأوّل، فانّ الأوّل أعم من الحقّ المالى و غيره، و هذا مخصوص بالمالي، و أيضا دفع
الحقّ عنهما أعمّ من أن يصير إليه أو إلى غيره أو لم يصر إلى أحد بل يبقي في بيت
المال و الاستيثار عليهما به هو أن يأخذ حقّهما لنفسه.
(أم أىّ حقّ
رفعه إلىّ أحد من المسلمين ضعفت عنه) و كنت محتاجا فيه إلى المعاون و المعين.