و السفر إلى اللّه بالرّياضيات الكاملة،
فالمراد بالنداء حينئذ ما نطق به الكتاب العزيز و جرى على ألسنة الأنبياء و الرّسل
و الأئمة من الأوامر الواردة بالزّهد كما قال 7 موتوا قبل أن تموتوا،
أو أنّ المراد به اخبارهم بأنهم يرتحلون و لا يبقون كما قال تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ و أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ و
نحو ذلك، و قد مرّ نظير هذه الفقرة في الخطبة الثالثة و الستّين و هو قوله:
ترحّلوا فقد جدّ بكم، فليراجع ثمّة.
(و أقلّوا
العرجة على الدّنيا) أى الاقامة عليها و حبّ البقاء فيها، و المراد به الأمر
بقصر الأمل و عدم تطويله، لأنّ طول الأمل ينسى الاخرة.
كما قال 7 في المختار الثاني و الأربعين: إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان
اتّباع الهوى و طول الأمل، فأما اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، و أما طول الأمل
فينسى الاخرة، و مضى في شرحه مطالب نافعة و أخبار نفيسة.
و قال 7 في المختار الثامن و العشرين: ألا و إنكم قد امرتم بالظعن و دللتم على
الزاد، و إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى و طول الأمل، و مضى في شرحه أيضا
مطالب و أخبار شريفة و روينا هناك عن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: من تعلّق قلبه بالدّنيا تعلّق بثلاث خصال: همّ لا يفنى، و أمل لا
يدرك، و رجاء لا تنال.
و محصّل
المراد من إقلال الاقامة على الدّنيا الزّهد فيها و القناعة على القدر الضروري من
العيش و ارتقاب الموت و لنعم ما قال 7 في الدّيوان المنسوب إليه