responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 377

فاذا عرفت هذه المقدّمة فمعلوم أنّ عليّا 7 كان مستحقا محروما بل هو أمير المستحقّين المحرومين و سيّدهم و كبيرهم، و معلوم أنّ الّذين يلحقهم النّزلة و ينالهم الضّيم يتعصّب بعضهم لبعض و يكونون البا و يدا واحدة على المرزوقين الّذين ظفروا بالدّنيا لاشتراكهم في الأمر الذى ألمهم و ساءهم و عضّهم و مضّهم، و اشتراكهم في الأنفة و الحمية و الغضب و المنافسة لمن عليهم و قهر عليهم و بلغ من الدّنيا ما لم يبلغوه.

فاذا كان هؤلاء أعني المحرومين متساوين في المنزلة و المرتبة و تعصّب بعضهم لبعض فما ظنّك بما إذا كان رجل عظيم القدر جليل الخطر كامل الشرف جامع للفضايل محتو على الخصائص و المناقب و هو مع ذلك محروم محدود قد جرّعته الدّنيا علاقمها، و علته عللا بعد نهل من صابها و صبرها، و لقى منها برحا بارحا و جهدا جهيدا و علا عليه من هو دونه و حكم فيه و في بيته و أهله و رهطه من لم يكن ما ناله من الامرة و السّلطان في حسابه، و لا دائرا في خلده، و لا خاطرا بباله، و لا كان أحد من الناس يرتقب ذلك له و لا يراء له، ثم كان في آخر الامر أن قتل هذا الرجل الجليل في محرابه و قتل بنوه بعده و سبى حريمه و نساؤه و تتّبع أهله و بنو عمّه بالطرد و القتل و الشّريد و السّجون مع فضلهم و زهدهم و عبادتهم و سخائهم و انتفاع الخلق بهم.

فهل يمكن أن لا يتعصّب البشر كلّهم مع هذا الشّخص و هل تستطيع أن لا تحبّه و تهواه و تذوب فيه و تفنى في عشقه انتصارا له و حميّة من أجله و آنفة ممّا ناله و امتعاضا ممّا جرى عليه.

و هذا أمر مركوز في الطّبايع مخلوق في الغرائز كما يشاهد النّاس على الجرف إنسانا قد وقع في الماء العميق و هو لا يحسن السّباحة فانّهم بالطّبع البشرى يرقّون عليه رقّة شديدة.

و قد بلغني أنّه رمى قوم منهم أنفسهم في الماء نحوه يطلبون تخليصه و لا يتوقّعون على ذلك مجازاة منه بمال أو شكر و لا ثواب في الاخرة فقد يكون منهم من لا يعتقد أمر الاخرة، و لكنّها رقّة بشريّة و كان الواحد منهم يتخيّل في نفسه أنّه ذلك الغريق‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست