وجدوا الأمر قد وقع بموجب ما قاله 6 عظّموه و أحبّوه و انقلبت تلك الشكوى و ذلك النفاق و ذلك
الاستهزاء إيمانا و يقينا و إخلاصا، و طاب لهم العيش، و تمسّكوا بالدين لأنّهم
رأوه طريقا إلى نيل الدّنيا، فعظّموا ناموسه، و بالغوا في إجلاله و إجلال الرسول
الذى جاء به.
ثمّ انقرض
الأسلاف و جاء الأخلاف على عقيدة ممهّدة و أمر أخذوه تقليدا من أسلافهم الذين
دبّوا في حجورهم، ثمّ انقرض ذلك القرن و جاء من بعدهم كذلك و هلم جرّا قال:
و لو لا
الفتوح و النّصر و الظفر الذى منحهم اللّه تعالى إيّاه و الدولة الّتي ساقها إليهم
لا نقرض دين الاسلام بعد وفاة رسول اللّه 6، و كان
يذكر في التواريخ كما يذكر نبوّة خالد بن سنان العنسى حيث ظهر و دعا إلى الدّين و
كان النّاس يعجبون من ذلك و يتذاكرونه كما يعجبون و يتذاكرون أخبار من نبغ من
الرّؤساء و الملوك و الدّعاة الذين انقرض أمرهم و بقيت أخبارهم، و كان يقول:
من تأمّل
الرّجلين وجدهما متشابهين في جميع امورهما أو في أكثرها.
و ذلك لأنّ
حرب رسول اللّه 6 مع المشركين كانت سجالا انتصر يوم
بدر و انتصر المشركون عليه يوم احد، و كان يوم الخندق كفافا خرج هو و هم سواء لاله
و لا عليه، لأنّهم قتلوا رئيس الأوس و هو سعد بن معاذ و قتل منهم فارس قريش و هو
عمرو بن عبدود و انصرفوا عنه بغير حرب بعد تلك السّاعة الّتي كانت، ثمّ حارب قريشا
بعدها يوم الفتح فكان الظفر له.
و هكذا كانت
حروب عليّ 7 انتصر يوم الجمل و خرج بينه و بين معاوية على سواء قتل من
أصحابه رؤساء، و من أصحابه رؤساء و انصرف كلّ واحد من الفريقين عن صاحبه بعد الحرب
على مكانه، ثمّ حارب بعد صفّين أهل النهروان فكان الظفر له قال:
و من العجب
أنّ أوّل حروب رسول اللّه 6 كانت بدرا و كان هو
المنصور