مانع من أمر اللّه و نهيه فيدعها رأى
عن بعد القدرة عليها و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين.
و روى في
الكافي في حديث مرفوع عن أبي عبد اللّه 7 قال: قلت له:
ما العقل؟
قال: ما عبد به الرّحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالّذى كان في معاوية؟ فقال:
تلك النكراء تلك الشّيطنة، و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل.
و لمّا نبّه
على أنّ اتّصاف معاوية بالدّهاء من جهة عدم مبالاته بالغدر و الفجور، عقّبه
بالتّنبيه على ما هو المانع من اتّصافه 7 به مع كونه أعرف و أغدر به
منه فقال:
(و لو لا
كراهيّة الغدر) و المكر و استلزامه للكذب و الغشّ و الخيانة و الفجور المنافي
لمرتبة العصمة (لكنت من أدهي النّاس) فيدلّ هذه الجملة بمقتضي مفاد لو لا
الامتناعيّة على امتناع اتّصافه بالدّهاء الملازم للغدر.
و المراد
بالكراهة هنا الحرمة لا معناها المعروف في مصطلح المتشرّعة كما صرّح به في عبارته
الّتي نقلناها آنفا من الخطبة الحادية و الاربعين أعني قوله:
قد يرى
الحوّل القلّب وجه الحيلة و دونه مانع من أمر اللّه و نهيه فيدعها رأى عين بعد
القدرة عليها.
و أصرح منه
ما رواه فى الكافى عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم
رفعه قال: قال أمير المؤمنين 7: لو لا أنّ المكر و الخديعة فى النّار
لكنت أمكر النّاس.
و أصرح منهما
قوله: (و لكن كلّ غدرة فجرة و كلّ فجرة كفرة) و قد روى نظير هذه
العبارة عنه 7 فى الكافى باسناده عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير
المؤمنين 7 ذات يوم و هو يخطب على المنبر بالكوفة: أيّها الناس لو لا
كراهيّة الغدر كنت أدهى النّاس ألا إنّ لكلّ غدرة فجرة و لكلّ فجرة كفرة، ألا و
إنّ الغدر و الفجور و الخيانة فى النّار.
قال بعض
شرّاح الكافى: الظاهر أنّ اللّام فى لكلّ مفتوحة للمبالغة فى