responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 334

(فقد) علم من ذلك أنّه‌ (خاب من ليس من أهلها) أى خسر في الدنيا و في الاخرة من لم يكن‌ من أهلها، بل كان من أهل الخيانة، فانّ الخيانة حسبما عرفت تجلب الفقر في الدّنيا و النار في العقبى و خسر أهلها خسرانا عظيما.

و ان شئت أن تعرف عظم الخطب و مزيد ثقل التّكليف فيها فاستمع لما يتلى عليك من قوله:

(إنّها عرضت على السّماوات المبنيّة و الأرضين المدحوّة) المبسوطة على الماء (و الجبال) الرّاسيات‌ (ذات الطول المنصوبة) المرفوعة على الأرض و لكنّها مع أنّها أعظم ما خلق اللّه عزّ و جلّ في الكون‌ (فلا أطول و لا أعرض و لا أعلى و لا أعظم منها) امتنعن من حمل هذا التكليف، أى تكليف الأمانة و أبين أن يحملنها لثقلها و صعوبتها لا للعظمة و الاستكبار عن الطاعة، بل للخوف و الاشفاق من المعصية.

(و لو امتنع شي‌ء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن) بل كنّ أولى بالامتناع بما لهنّ من أوصاف العظمة التي ليست في غيرهنّ‌ (و لكن أشفقن من العقوبة و غفلن ما جهل من هو أضعف منهن و هو الانسان) فحملها مع ما به من الضعف و النقصان‌ (انّه كان ظلوما جهولا) قال الشارح البحرانى: و ذكر كون السماوات مبنيّة و الأرض مدحوّة و الجبال بطولها و عرضها و عظمتها، تنبيه للانسان على جرئته على المعاصى و تضييع هذه الأمانة إذا هى لها و حملها و تعجب منه في ذلك، فكأنّه يقول: إذا كانت هذه الأجرام العلوية التي لا أعظم منها قد امتنعت من حمل هذه الأمانة حين عرضت عليها فكيف حملها من هو أضعف منها.

أقول: تحقيق هذا المقام يحتاج إلى بسط الكلام.

قال اللّه تعالى في سورة الأحزاب‌ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا.

و قد اختلف أقوال المفسّرين كالأخبار في تفسير هذه الاية في مواضع:

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست