فقيل: هي ما
أمر اللّه به من طاعته و نهى عنه من معصيته، و بعبارة اخرى هى التكاليف و الأحكام
الشرعيّة المطلوبة من الانسان، فانّ اللّه سبحانه لما اقتضت عنايته لايجاد هذه
العبادة المخصوصة، و أن يجعل في الأرض خليفة لعمارتها، خلق الانسان و جعله واسطة
بين الملك و الحيوان. فهو كالحيوان في الشهوة و الغضب و التناسل و ساير القوى
البدنيّة المخصوصة بالحيوان، و كالملك في العقل و العلم و العبادة و ساير الكمالات
النفسانيّة، فلو كان خاليا من العقل و الفهم لم يتأهل لمعرفته و عبادته الخاصة
كساير أصناف الحيوان، و لو كان خاليا عن الشهوة و الغضب مثل الملك لم يصلح لعمارة الأرض
و خلافته. و لذلك قال اللّه للملائكة إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ فاذا هذه
العبادة الخاصة لا يصلح لها إلّا الانسان، و هى المراد بالامانة في الاية.
و يؤيد هذا
القول ما في الصافى من العوالى أنّ عليّا 7 إذا حضر وقت الصّلاة يتململ
و يتزلزل و يتلوّن فيقال له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت الصلاة وقت
أمانة عرضها اللّه على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها.
و قيل: هى
أمانات الناس و الوفاء بالعهود.
و يؤيده ما
فى البحار من مشكاة الأنوار نقلا من كتاب المحاسن قال: و سئل أبو عبد اللّه 7 عن قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الاية ما
الذى عرض عليهنّ؟
و ما الذى
حمل الانسان؟ و ما كان هذا؟ قال: فقال: عرض عليهنّ الأمانة بين الناس و ذلك حين
خلق الخلق.
و عن بعض
أصحابه رفعه قال: قال لابنه يا بنيّ أدّ الأمانة يسلم لك دنياك و آخرتك و كن أمينا
تكن غنيّا.
و قيل: إنّ
المراد بها الامامة قال فى تفسير القمّي: الأمانة هى الامامة