(يرتّلونه ترتيلا) قال في مجمع البحرين: التّرتيل في القرآن التّأني و تبيين الحروف
بحيث يتمكّن السّامع من عدّها.
و فى الكافي
عن عبد اللّه بن سليمان قال: سألت أبا عبد اللّه 7 عن قول اللّه عزّ و
جلّ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قال: قال أمير
المؤمنين 7: بيّنه تبيانا و لا تهذّه هذّ الشّعر، و لا تنثره نثر
الرّمل، و لكن افزعوا قلوبكم القاسية و لا يكن همّ أحدكم آخر السّورة.
و فى مجمع
البحرين عن أمير المؤمنين 7: ترتيل القرآن حفظ الوقوف و بيان الحروف، و
فسّر الوقوف بالوقف التامّ و هو الوقوف على كلام لا تعلّق له بما بعده لا لفظا و
لا معنا، و بالحسن و هو الّذي له تعلّق، و فسّر الثاني بالاتيان بالصّفات المعتبرة
عند القراءة من الهمس و الجهر و الاستعلاء و الاطباق.
و عن الصّادق
7 الترتيل أن تتمكث فيه و تحسن به صوتك، و إذا مررت باية فيها ذكر
الجنة فاسأل اللّه الجنة، و إذا مررت باية فيها ذكر النار فتعوّذ باللّه من النار.
و قوله 7 (يحزنون به أنفسهم) أى يقرؤنه بصوت حزين.
روى في
الكافي عن ابن أبي عمير عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ القرآن
نزل بالحزن فاقرءوه بالحزن.
و فى الوسائل
من الكافي عن حفص قال: ما رأيت أحدا أشدّ خوفا على نفسه من موسى بن جعفر 8 و لا أرجى للناس منه، و كانت قراءته حزنا، فاذا قرء فكأنه يخاطب إنسانا.
و قوله: (و
يستثيرون به دواء دائهم) الظاهر أنّ المراد بدائهم هو داء الذّنوب الموجب للحرمان
من الجنّة و الدّخول في النّار، و بدوائه هو التّدبّر و التفكّر الموجب لقضاء ما
عليهم من الحقّ و سؤال الجنّة و طلب الرّحمة و المغفرة و التعوّذ من النّار عند
قراءة آيتي الوعد و الوعيد.
كما أوضحه و
شرحه بقوله (فاذا مرّوا باية فيها تشويق) إلى الجنّة (ركنوا)