كلّ من أمر اللّه بصلته من أوليائه و
القطع و البراءة من أعدائه، و هذا أقوى لأنّه أعمّ.
و في الصّافي
أقول: و يدخل في الاية التفريق بين الأنبياء و الكتب في التصديق و ترك موالاة
المؤمنين و الجمعة و الجماعات المفروضة و ساير ما فيه رفض خير أو تعاطى شرّ لأنّه
يقطع الوصلة بين اللّه و بين العبد الّتى هى المقصودة بالذات من كلّ وصل و فصل.
و يفسدون في
الأرض قيل: نقضهم العهد، و قيل أراد كلّ معصية تعدّى ضررها إلى غير فاعلها.
و في الصّافي
يفسدون بسبب قطع ما في وصله نظام العالم و صلاحه اولئك هم الخاسرون الذين خسروا
أنفسهم بما صاروا إلى النيران و حرموا الجنان، فيا لها خسارتا لزمتهم عذاب الأبد و
حرّمتهم نعيم الأبد.
ثمّ حذّرهم و
خوّفهم بقوله (و إنّكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر) يعني أنّكم إن قطعتم حبل
الاسلام العاقد بينكم و الجامع لجمعيّتكم و تمسّكتم بغيره من حمية أو جماعة أو
كثرة عشيرة مع الخروج عن طاعة سلطان الاسلام و التفرّق فيه فانّ ذلك يوجب أن يطمع
فيكم الكفّار و يحاربونكم.
(ثمّ لا
جبرئيل و لا ميكائيل و لا مهاجرين و لا أنصار ينصرونكم) كما كانوا ينصرون في
زمن الرّسول 6 (إلّا المقارعة) أى المضاربة
و قرع بعضكم بعضا (بالسّيف حتّى يحكم اللّه بينكم) و بينهم بغلبة أحد
الفريقين على الاخر.
ثمّ ذكّرهم
بالعقوبات النّازلة على الامم الماضية في القرون الخالية بخروجهم عن طاعة اللّه
سبحانه فقال: