سبحانه عظيم السلطان عظيم الشأن و غيره
أسير في ذلّ الامكان مفتقر اليه لا يقدر على شيء إلّا باذنه.
و أشار 7 بهذا الوصف إلى شدّة يقين المتّقين و غاية توكّلهم و أنّ اعتصامهم في جميع
امورهم به و توكلهم عليه و أنهم لا يهابون معه ممّن سواه.
روى في الكافي
عن أبى بصير عن أبي عبد اللّه 7 قال: ليس شيء إلّا و له حدّ قال: قلت:
جعلت فداك فما حدّ التوكّل؟ قال: اليقين، قلت: فما حدّ اليقين؟
قال: ألّا
تخاف مع اللّه شيئا.
و عن مفضل عن
أبي عبد اللّه 7 قال: أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى داود: ما اعتصم بي عبد
من عبادى دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته ثمّ تكيده السماوات و الأرض و من
فيهنّ الّا جعلت له المخرج من بينهنّ، و ما اعتصم عبد من عبادى بأحد من خلقي عرفت
ذلك من نيّته إلّا قطعت أسباب السماوات من يده و أسخت الأرض من تحته و لم ابال
بأيّ واد هلك، هذا.
و لما ذكر في
الوصف السابع شدّة اشتياق المتّقين إلى الجنّة و خوفهم من العقاب أتبعه بقوله (فهم و
الجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون و هم و النار كمن قد رآها و هم فيها معذّبون) إشارة إلى
أنهم صاروا فى مقام الرّجاء و الشوق إلى الثواب و قوّة اليقين بحقايق وعده سبحانه
بمنزلة من رأى بحسّ بصره الجنّة و سعادتها، فتنعّموا فيها و التذّوا بلذائذها، و
فى مقام الخوف من النار و العقاب و كمال اليقين بحقايق وعيده تعالى بمنزلة من شاهد
النّار و شقاوتها فتعذّبوا بعذابها و تألّموا بالامها.
و محصّله
جمعهم بين مرتبتي الخوف و الرّجاء و بلوغهم فيه إلى الغاية القصوى، و هي مرتبة عين
اليقين كما قال 7 مخبرا عن نفسه. لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، و هذه
المرتبة أعني مرتبة عين اليقين مقام جليل لا يبلغه إلّا الأوحدي من النّاس.
و قد روى في
الكافي عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول:
إنّ رسول
اللّه 6 صلّى بالنّاس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد و
هو يخفق و يهوى برأسه مصفرّا لونه قد نحف جسمه و غارت عيناه في رأسه، فقال له رسول
اللّه 6: