أنّهم موطّنون أنفسهم على ما قدّره اللّه
في حقّهم من الشدّة و الرّخاء و
السّراء و الضّراء و الضّيق و السّعة و المنحة و المحنة و محصّله وصفهم بالرّضاء
بالقضاء.
روى في
الكافي عن ابن سنان عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه 7 قال: قلت له:
بأيّ شيء
يعلم المؤمن بأنّه مؤمن؟ قال 7: بالتسليم للّه و الرّضا فيما ورد عليه
من سرور أو سخط.
و فى رواية
أخرى فيه عنه 7 قال: رأس طاعة اللّه الصّبر و الرّضا عن اللّه فيما
أحبّ العبد أو كره، و لا يرضى عبد عن اللّه فيما أحبّ أو كره إلّا كان خيرا له
فيما أحبّ أو كره.
و عن محمّد
بن عذافر عن أبيه عن أبي جعفر 7 قال: بينا رسول اللّه 6 في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا: السّلام عليك يا رسول اللّه، فقال: ما
أنتم؟ فقالوا:
نحن المؤمنون
يا رسول اللّه، قال: فما حقيقة ايمانكم؟ قالوا: الرّضا بقضاء اللّه، و التفويض الى
اللّه، و التسليم لأمر اللّه، فقال رسول اللّه 6:
علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا
تسكنون، و لا تجمعوا ما لا تأكلون، و اتّقوا اللّه الّذى إليه ترجعون.
(و) السابع أنه (لو لا
الأجل الّذى كتب اللّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب
و خوفا من العقاب) و هو إشارة إلى غاية نفرتهم عن الدّنيا و فرط رغبتهم إلى الاخرة لما
عرفوا من عظمة وعده و وعيده، يعني أنّهم بكليّتهم متوجّهون إلى العقبى مشتاقون إلى
الانتقال إليها شدّة الاشتياق، لا مانع لهم من الانتقال إلّا الاجال المكتوبة و
عدم بلوغها غايتها.
روى في
الوسائل من الكافي عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللّه 7: من عرف اللّه
خاف اللّه و من خاف اللّه سخت نفسه عن الدّنيا.
و الثامن
أنّه (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم) علما منهم
بأنّه سبحانه موصوف بالعظمة و الكبرياء و الجلال غالب على الأشياء كلّها، قادر
قاهر عليها، و انّ كلّ من سواه مقهور تحت قدرته داخر ذليل في قيد عبوديّته، فهو