أمّا إخباره فلانّه قد أطبقت الشرائع و
اتّفقت الملل على كونه متكلّما و الخبر من أقسام الكلام.
و أمّا أنّ
إخباره ليس باللّسان و اللهوات فلأنّ النطق باللهات و اللسان مخصوص بنوع الانسان
فيعود معنى إخباره سبحانه إلى إيجاده الخبر في جسم من الأجسام كالملك و الشجر و قد
مرّ[1] نظير هذه العبارة في الخطبة المأة و
الحادية و الثمانين و مرّ تحقيق الكلام في كونه سبحانه متكلّما في شرح المختار
المأة و الثامن و السّبعين.
(و) السادس و
الاربعون انّه مجاز إطلاقا لاسم السبب على المسبّب (يسمع لا بخروق و
أدوات) أمّا أنّه عزّ و جلّ يسمع فلشهادة الكتاب العزيز في غير واحدة من
الايات بكونه تعالى سميعا بصيرا و أمّا أنّ إدراكه بالمسموعات ليس بالاذان و
الصماخات فتنزّهه سبحانه عن الافتقار إلى الالات الجسمانية فيعود معنى سمعه إلى
علمه بالمسموعات إطلاقا لاسم السبب على المسبّب.
و السابع و
الاربعون أنّه (يقول و لا يلفظ) هذا الكلام صريح في جواز نسبة القول إليه
سبحانه دون اللّفظ.
أمّا الأوّل
فالكتاب الكريم ملؤ منه قال تعالى وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و إِذْ قالَ رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ إلى غير ذلك مما لا
حاجة إلى إيراده.
و أمّا
الثّاني فلعلّه مبنيّ على أنّ اللفظ هو خصوص القول الصادر عن اللسان ففهم من ذلك و
مما تقدّم قبيل ذلك أنّ القول يساوق الكلام في جواز استنادهما إلى اللّه سبحانه، و
النطق و اللفظ يساوقان في عدم جواز الاستناد إليه (و) الثامن و
الاربعون انّه (يحفظ و لا يتحفّظ) قال الشارح البحراني حفظه يعود إلى علمه
بالأشياء، و لما كان المعروف من العادة أنّ الحفظ يكون بسبب التحفظ و كان ذلك في
حقّه محالا لاستلزامه الالات الجسمانيّة لا جرم احترز عنه.