responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 49

و ظنّ بعض النّاس أنّ النعامة متولّدة من جمل و طاير، و هذا لا يصحّ، و من أعاجيبها أنّها تضع بيضها طولا بحيث لو مدّ عليها خيط لاشتمل على قدر بيضها و لم تجد لشي‌ء منه خروجا عن الاخر، ثمّ إنّها تعطى كلّ بيضة منه نصيبها من الحضن إذ كان كلّ بدنها لا يشتمل على عدد بيضها، و هي تخرج لعدم الطعم، فان وجدت بيض نعامة اخرى تحضنه و تنسى بيضها. و لعلّها ان تصاد فلا ترجع إليه و لهذا توصف بالحمق و يضرب بها المثل قال الشاعر:

فاني و تركى ندى الأكرمين‌

و قد حى بكفّى زنادا شحاحا

كتاركة بيضها بالعراء

و ملبسة بيض أخرى جناحا

قال الدّميري: و النعام من الحيوان الذي يعاقب الذكر الانثى في الحضن و كل ذي رجلين إذا انكسرت له إحداهما استعان بالاخرى في نهوضه و حركته ما خلا النعامة فانها تبقى في مكانها جاثمة حتّى تهلك جوعا قال الشاعر:

إذا انكسرت رجل النعامة لم تجد

على أختها نهضا و لا باستها حبوا

و ليس للنعام حاسة السمع و لكن له شمّ بليغ، فهو يدرك بأنفه ما يحتاج فيه إلى السمع، فربما شم رائحة القناص من بعد، و لذلك تقول العرب: هو أشم من النعامة قال ابن خالويه: ليس في الدّنيا حيوان لا يسمع و لا يشرب الماء أبدا إلّا النعام و لا مخّ له و متى رميت رجل واحدة له لم ينتفع بالباقية، و الضبّ أيضا لا يشرب و لكنه يسمع، و من حمقها أنها إذا ادركها القناص أدخل رأسها في كثيب رمل تقدّر أنها قد استخفت منه، و هو قوية الصّبر على ترك الماء و أشدّ ما يكون عدوها إذا استقبلت الريح، و كلّما اشتدّ عصوفها كانت أشدّ عدوا، و تبتلع العظم الصلب و الحجر و المدر و الحديد فتذيبه و تميعه كالماء.

قال الجاحظ: من زعم أنّ جوف النعام يذيب الحجارة لفرط الحرارة فقد أخطأ و لكن لا بدّ مع الحرارة من غرائز آخر بدليل أنّ القدر يوقد عليها الأيام و لا تذيب الحجارة، و كما أنّ جوفي الكلب و الذئب يذيبان العظم و لا يذيبان نوى التمر، و كما أنّ الابل تأكل الشوك و تقتصر عليه و إن كان شديدا كالسّمر و هو شجر أمّ غيلان و تلقيه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست