الأربع
(و غير ذلك) من الأنعام الثلاثة و النقدين (إلى أهل المسكنة و الفقر) المنصوص بهم في
الكتاب الكريم بقوله إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ
الْمَساكِينِ و المسكين أسوء حالا من الفقير.
روى في
الكافي عن أبي بصير قال: قلت لأبى عبد اللّه 7: قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ
لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ قال 7: الفقير الّذى لا يسأل
الناس و المسكين أجهد منه و البائس أجهدهم، فكلّ ما فرض اللّه عليك فإعلانه أفضل
من إسراره، و كلّ ما كان تطوّعا فإسراره أفضل من إعلانه، و لو أنّ رجلا يحمل زكاة
ماله على عاتقه فقسّمها علانية كان ذلك حسنا جميلا.
(انظروا
إلى ما فى هذه الأفعال) و هى الصلاة و الزكاة و الصّيام (من قمع نواجم
الفخر) أى اذلال ما تبدو و تظهر من خصال الفخر و الخيلاء (و قدع
طوالع الكبر) أى كفّ ما تطلع من آثار الكبر و الاعتلاء.
و ان شئت
مزيد المعرفة بأسرار هذه العبادات أعنى الصّيام و الصلاة و الزكاة و بشرايطها و
آدابها و علل وجوبها و غير ذلك مما يتعلّق بها، فعليك بمراجعة شرح المختار المأة و
التسع، هذا.
و لما حذّرهم
7 من البغى و الظلم و الكبر أردفه بتوبيخهم على العصبيّة و العناد من
دون علّة مقتضية لذلك فقال:
(و لقد
نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشيء من الأشياء إلّا عن علة) مقتضية
لتعصّبه حاملة له عليه (تحتمل) و فى بعض النسخ تحمل (تمويه الجهلاء) أى تلبيس
الأمر عليهم حتّى يزعمون لمكان جهالتهم صحّة تلك العلّة مع بطلانها في نفس الأمر (أو حجّة) و دليل (تليط
بعقول السفهاء) أى تلتصق بعقولهم و يظنّون بمالهم من السفاهة حقّيتها مع أنها باطلة
في الحقيقة (غيركم) فيقبلونها أى ما وجدت أحدا يتعصّب بشيء إلّا وجدت تعصّبه
ناشئا من علّة غيركم، و بعبارة اخرى وجدت كلّ أحد يتعصّب لعلّة إلّا أنتم.
(فانّكم
تتعصّبون لأمر لا يعرف له سبب و لا علة) حاملة لتمويه الجهلاء و ملتصقة