و في الصافى
روى أنه 6 كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته، فلما
نزلت الاية طأطأ رأسه و رمى ببصره إلى الأرض.
(و تذليلا
لنفوسهم و تخفيضا لقلوبهم) باستحضار عظمة اللّه عزّ و جلّ و استشعار
هيبته.
فقد قال
النّبي 6 ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا
نفاق.
و قال الصادق
7: لا تجتمع الرغبة و الرهبة في قلب أحد إلّا وجبت له الجنّة فاذا
صلّيت فاقبل بقلبك على اللّه عزّ و جلّ الحديث.
و فى الوسائل
عن الخصال باسناده عن عليّ 7 في حديث الأربعمائة قال 7 لا
يقومنّ أحدكم في الصلاة متكاسلا و لا ناعسا، و لا يفكرّن في نفسه فانه بين يدي
ربّه عزّ و جلّ و إنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه.
(و اذهابا
للخيلاء) و التكبّر (عنهم) و علّل ذلّة النفوس و خفض القلوب و إذهاب
الخيلاء بقوله (لما في ذلك) فهو علّة للعلّة أى في ذلك المحروس به
المتقدّم ذكره (من تعفير عتاق الوجوه) أى كرايمها و شرايفها و احرارها (بالتراب
تواضعا) و تذلّلا (و إلصاق كرايم الجوارح) و هى المساجد
السّبعة (بالأرض تصاغرا).
روى في
الفقيه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّه 7 أنّه قال: كان موسى ابن
عمران 7 إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض و خدّه الأيسر
بالأرض.
قال: و قال
أبو جعفر 7 أوحى اللّه إلى موسى بن عمران 7 أ تدرى لما اصطفيتك
بكلامي دون خلقي؟ قال موسى 7: لا يا ربّ، قال: يا موسى إني قلبت عبادى
ظهرا و بطنا فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لى نفسا منك، يا موسى إنك إذا صلّيت وضعت خديك
على التراب.
(و لحوق
البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا) فانّ الجوع يلحق البطن بالمتن و يوجب ذلة
النفس و قمعها عن الانهماك في الشهوات و زوال الأشر و البطر و الخيلاء عنها (مع ما في
الزكاة من) علّة اخرى لتشريعها و هو (صرف ثمرات الأرض) من الغلّات