responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 347

الاستكبار، و لامنوا عن رهبة قاهرة لهم أو رغبة مائلة بهم، فكانت النيّات مشتركة و الحسنة مقتسمة.

و لكن اللّه أراد أن يكون الاتّباع لرسله، و التصديق بكتبه و الخشوع لوجهه و الاستكانة لأمره و الاستسلام اليه امور له خاصّة لا يشوبها من غيرها شائبة، و كلّ ما كانت البلوى و الاختبار أعظم كانت المثوبة و الجزاء أجزل.

ألا ترون أنّ اللّه جلّ ثناؤه اختبر الأوّلين من لدن آدم 7 الى آخرين من هذا العالم بأحجار ما تضرّ و لا تنفع و لا تبصر و لا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذى جعله للنّاس قياما، ثمّ جعله بأوعر بقاع الأرض حجرا، و أقلّ نتايق الدّنيا مدرا، و أضيق بطون الأودية معاشا، و أغلظ محالّ المسلمين مياها بين جبال خشنة، و رمال دمثة، و عيون وشلة، و قرى منقطعة، واتر من مواضع قطر السماء، واتر [داثر كذا في كا] ليس يزكو به خف و لا ظلف و لا حافر.

ثم أمر آدم 7 و ولده أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم، و غاية لملقى رحالهم، تهوى إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار متّصلة و جزائر بحار منقطعة، و مهاوى فجاج عميقة، حتى يهزّوا مناكبهم ذللا للّه حوله، و يرملوا على اقدامهم شعثا غبرا، قد نبذوا القنع و السرابيل وراء ظهورهم، و حسروا بالشعور حلقا عن رؤوسهم، ابتلاءاً عظيما، و اختبارا كبيرا، و امتحانا شديدا، و تمحيصا بليغا، و فتونا مبينا، جعله اللّه سببا لرحمته، و وصلة و وسيلة إلى جنّته. و علّة لمغفرته، و ابتلاءاً للخلق برحمته.

و لو كان اللّه تبارك و تعالى وضع بيته الحرام، و مشاعره العظام، بين جنّات و أنهار، و سهل قرار، جم الأشجار، دانى الثمار، ملتفّ النبات، متّصل القرى، من برّة سمراء، و روضة خضراء، و أرياف محدقة، و عراص معذقة، و زروع ناضرة، و طرق عامرة، و حدائق كثيرة، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء.

ثمّ لو كانت الأساس المحمول عليها، أو الأحجار المرفوع بها بين زمرّدة خضراء و ياقوتة حمراء، و نور و ضياء لخفّف ذلك مصارعة الشك في الصّدور، و لوضع‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست