responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 316

(و قد اختبرهم اللّه بالمخمصة) و الجوع‌ (و ابتلاهم بالمجهدة) و المشقة (و امتحنهم بالمخاوف) و الأهاويل‌ (و مخضهم) أى حركهم و زلزلهم، أو خلّصهم و طهّرهم إن كان من التمحيص‌ (بالمكاره) و الشدائد.

و لما ذكر 7 محبوبية التواضع للّه سبحانه و مكروهية التكابر له تعالى و اتّصاف أنبيائه و ملائكته المقرّبين مع مكانتهم لديه و مرضيّين عنده بوصف التواضع و التذلل و الجوع و الفقر و المسكنة فرّع عليه قوله:

(فلا تعتبروا الرّضا و السخط بالمال و الولد) أى إذا عرفتم أنّ رضى اللّه عن أنبيائه و أوليائه بمالهم من الذلّ و الجهد و المشاق، فلا تجعلوا رضاه منوطا بزهرة الحياة الدّنيا من الأموال و الأولاد و سخطه منوطا بعدمها (جهلا بمواقع الفتنة) و الابتلاء (و الاختبار في مواضع الغنى) و الفقر (و الاقتار) أى لا تجعلوا المال و الولد علامة الرضا و عدمهما دليلا على السّخط من أجل جهلكم بمواقع الامتحان في مواضع الثروة و الفقر، إذ ربما يكون الابتلاء بالفقر و المسكنة لأجل النيل إلى مقام الزلفي لا من جهة السّخط كما في حقّ الأولياء المقرّبين من الأنبياء و المرسلين، و يكون الابتلاء بالمال و الثروة للاستدراج و الازدياد في المعصية لا من جهة الرضى كما يشهد به الكتاب الكريم.

(ف) قد (قال) اللّه‌ (تعالى) في سورة المؤمنين‌ أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ‌ أى‌ أ يحسبون‌ أنّ الذى أمددناهم به تعجيل لهم في الخير.

قال في الكشاف: المعنى أنّ هذا الامداد ليس إلّا استدراجا لهم إلى المعاصى و استجرارا إلى زيادة الاثم و هم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات و فيما لهم فيه نفع و إكرام و معاجلة بالثواب قبل وقته كما يفعل بأهل الخير من المسلمين و قوله:

بل‌، استدراك لقوله: أ يحسبون‌، يعنى هم أشباه البهائم لا فطنة بهم و لا شعور حتّى تأمّلوا و يتفكّروا أ هو استدراج أو مسارعة في الخير.

فقد ظهرن ذلك أنّ الامداد بالمال و البنين و البسط في الرّزق قد يكون نقمة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست